-
بقلم / أميرة بنت محمد صديقي
-
جميع مقالات الكاتب
-
خواطر
منذ تاريخ ٢٥ أكتوبر٢٠١٩ وأنا أجلس هنا في نفس الزاوية، احتضن المكان، ورغم إني صامت طيلة الوقت إلا أنني أرى كل شيء وأسمع أغلب الأشياء .
لقد شهدت العديد من القصص التي تمنيت لو كنت أستطيع تحريك يدي قليلا لأكتبها كما كنت أفعل، ولكن لا شيء مستمر في هذه الحياة، ولا شيء ثابت أيضا، حتى هذا المكان لا شيء ثابت فيه سوى بعض الأسماء وأثاث المكان... وأنا.
هناك، كان ذات يوم شخصان يجلسان متقاربين، بينهما كتاب وفنجانا قهوة وهالة هيام وأحاديث هامسة لا تنتهي، هي تخبره كيف أنه اختبأ من العدو في شق وسط هضبة رملية أثناء الحرب التي شنت بين العراق والكويت، وكيف أن الظروف أجبرته أن يدفن وشاح حبيبته، كانت تحكي تفاصيل رواية تراتيل الحب والحرب بلهفة، أما هو فقد اكتفى بأن يستمع بحب لصوتها.
(تاريخ وكرسي سعيد وطاولة تشهد)
وهناك كانتا تجلسان متأملتان في كل شيء حولهما بتفكير وصمت، إلى أن قررت إحداهما أن تنهض وتمرر إصبعها النحيل بهدوء على أطراف الأشياء كطفلة، منعاها والداها من لمس التحف، فغلبها فضولها وتحسست خلسة كل شيء ببنانها بحجة أنها تحاول البحث عن تحفتها المفقودة في حين أنها كانت تروي روحها لا أكثر، ثم أخذت فجأة ذلك الكتاب ووضعته على الطاولة بحب قائلة: أتعلمين أنه استيقظ ذات يوم على صوت زوجته المفزوعة لرحيل ابنتها منذ فترة وحاول أن يهدأ من روعها، ثم تذكر فجأة أن ابنته وزوجته رحلا في نفس الحادث، إنها (الأبواب التي رأت)، خذيها، ابنتك تحب هذا النوع من القصص.
(تاريخ وكرسي سعيد وطاولة تشهد)
وهناك كانت طاولة يجتمع فيها ٥ أشخاص ابتسامتهم كانت تنعش الحاضر والمستقبل، لقد جاءوا لمناقشة كتاب يبدو أنه كان مرجع مهم في بحثهما الجامعي أو ربما انطلاقة لفكرة ما، قال أحدهم: "لصناعة محتوى إعلامي رقمي لابد أن نهتم بتطوير مهاراتنا باستمرار في الجوانب تحديدا التي ذكرها كتاب صناعة المحتوى الإعلامي" فرد الآخر:" كل ما في الأمر أنه علينا مخاطبة الناس بما يريدون سماعه، لقد ظللت هذه المعلومة في كتاب الإعلام الرقمي.
حماسهم كان لطيف
(تاريخ وكرسي سعيد وطاولة تشهد)
وهناك كانت تجلس شابة أنيقة تتأمل مذهولة في ذلك الذي يجلس أمامها، ظلت ساعات طويلة تنظر إليه من كل الزوايا ثم قالت له: نعم كل الأحداث تتكرر في حياتي وكل الأوجاع تعاد بصيغ مختلفة، الأحداث نفسها مع اختلاف الأشخاص.. نعم يا خالد كنت أفهم جيدا ما تقول في كتابك (ما هي رسالة نفسك إليك)، افهم، ولكنني أخيرا عرفت السبب.
(تاريخ وكرسي سعيد وطاولة تشهد)
وغيرها الكثير والكثير من القصص والتفاصيل، هذه الكراسي والطاولات شهدت مناسبات لا تنسى، وأشخاص خلدتهم الذاكرة .
منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة وأنا احتضن المكان
وأتظاهر أنني اقرأ وكلما دنى مني شخص ونظر إلي تمتمت قائلا: ( دونك أنا في عبث) واستمر بالكتابة.
اليوم ٩ فبراير ٢٠٢١ أصبحت الكراسي متقاربة، أما نحن فنقف هناك، بيننا الطريق والخوف والفراغ والصمت الرهيب، اليوم أنا أغبط الكتب التي أراها على الأرفف، فمع كل ما يحدث إلا أنها مازالت متجاورة، لا تدرك ما يحدث حولها، حصينة من داء لا يصيب الكتب، ولكنها رغم ذلك حزينة لأنها تفتقد مثلي جلوس الأشخاص أمامها.
نسيت أن أخبركم أيضا أن الشاهد غاب
اسلوب يشرح حالة الرفض الداخلي و التمرد على التكرار باسلوب دقيق و شيق
اتمنى ان اقرأ قصصك العالميه
لتبحري في بحر الادباء و العمالقه
بالتوفقيك
طارق يوسف 2021-02-13 3
أسلوب جديد و جميل في الكتابة جذبني من البداية و دار بي في المكان و الزمان و جسد الأشخاص . استمري. بارك الله لك في الإبداع
حليمة خالدي 2021-02-10 2
رائعة مبدعه حروفك جميلةومؤثره ارفع القبعه لك اميره
أسماء 2021-02-09 1
أضف تعليقك...