• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2020-05-03

المدينة والجائحة، الفرص السانحة

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 1862
  • التعليقات 10
  • Twitter
المدينة والجائحة، الفرص السانحة
  1. icon

    بقلم / م. هاني بن حسن زاهد

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    توجيهي

هناك نظريات تخطيطية كثيرة ومختلفة في مجال تخطيط المدن تعني بوضع أفكار يجتهد المخطط الناجح في إعادة صياغتها لتلائم للمدينة التي يتعامل معها، والمقصود هنا هو تخطيط المدينة وليس تصميمها، وبمعني أدق المعايير والأسس التخطيطية الواجب مراعاتها عند التعامل مع المدينة كوحدة واحدة حيه تؤثر وتتأثر بما حولها من معطيات ومتغيرات ومستجدات وما يتبع ذلك من تغير في بعض المفاهيم التخطيطية.

وكما لا يخفي على أحد فان من أهم ما استجد علينا مؤخرًا هو موضوع جائحة فيروس كورونا. فهل المعايير والأسس التخطيطية المعمول بها حالياً تمكن مدننا من تلبية متطلبات تلك المستجدات وبالصورة التي تساعد المدينة على أن تحمي نفسها من أي جائحة؟ وهل يمكن أن يكون لتخطيط عاملاُ يؤدي الى تخفيف سرعة انتشار الأمراض والأوبئة مع عدم الاخلال بالقدرة على تقديم الخدمات والمرافق للسكان؟

وللإجابة على هذه التساؤلات دعونا نستعرض سويًا عملية التخطيط وكيف أنها عملية تكاملية بين عدة مستويات حيث يمثل المستوي الوطني أعلى تلك المستويات مروراُ بالمستوي الإقليمي ثم شبه الإقليمي ثم مستوي المدينة فالأحياء بداخل المدن، فمن خلال هذه المستويات يتم تحديد الرؤي والأهداف والأدوار الوظيفية والإدارية للمدن وأحجامها السكانية وقاعدتها الاقتصادية بالإضافة إلى السياسات والآليات التنفيذية اللازمة لتحقيق تلك الرؤي والأهداف.

فمن خلال المستويات الاستراتيجية التخطيطية العليا يتم تحديد الرؤية المستقبلية للمدينة ودورها الوظيفي والإداري والقاعدة الاقتصادية وحجم ونوع كل من الأنشطة والخدمات اللازمة التي تدعم المدينة وتمكنها من أداء دورها المقترح بدقة وبكفاءة وكذلك يتم تحديد الحجم السكاني الأمثل اللازم لتحقيق تلك الرؤي والأهداف والأدوار. وبناء على ذلك يتم تحديد الاحتياجات من الأراضي ومن أحجام السكان ومن خلال ربطهما سويًا (السكان والأرض) نحصل على ما يعرف بالكثافة السكانية.

 ومما هو غني عن التعريف أنه كلما كانت الكثافات السكانية مرتفعة (أي أن عدد السكان المتواجد في مساحة محددة مرتفع) كلما كان تقديم الخدمات أقل وانتشار الأوبئة أسرع وكان هناك صعوبة أكبر في التحكم في سرعة الانتشار، هذا من جهة ومن جهة أخري فإن ارتفاع الكثافات السكانية يتطلب توفير خدمات ومرافق بتركز وتنوع أعلي وبالطبع يكون العكس صحيح في الحالتين.

أي أنه من خلال تحديد عنصرين أساسيين (السكان والأرض) ومن خلال التعامل معهما بفكر غير تقليدي يمكننا استخدام التخطيط كخط دفاع أول في مواجهة أي جائحة تواجه المدينة فكيف يكون ذلك؟

ونجد أن الاجابة بسيطة تتلخص في تبني فكر التخطيط التنموي المكاني عوضاُ عن التخطيط التنموي القطاعي التقليدي حيث يساهم فكر التخطيط التنموي المكاني في تحقيق الأهداف المنشود بصورة أكثر إيجابية وأضمن وأعلي كفاءة من تبني المفهوم التنموي التقليدي في تخطيط المدن. حيث يتيح هذا الفكر (التخطيط التنموي المكاني) للمدينة القدرة على تطوير خدماتها بصورة تحقق الرؤي المحددة لها من المستويات التخطيطية الأعلى.

هذا من جهة ومن جهة أخري فإننا نجد ضالتنا المنشودة في تقليل الكثافات السكانية وإعادة توطين الخدمات والمرافق.

فحين نعمل على أن يكون نمو المدينة وتوسعها أفقيًا (مع مراعاة الظروف الطوبوغرافية قدر الامكان) فإننا نهدف إلى تقليل الكثافات السكانية ومن خلال إعادة توطين الخدمات والمرافق خارج نطاق المناطق السكنية (وليس على أطراف المدن) وإيجاد مراكز خدمية مستقلة خارج المدن فأننا ندعم نجاح هدفنا. أضف إلى ذلك إعادة دراسة توطين الأنشطة الاقتصادية لتكون سياسة وأداة تؤدي إلى الحفاظ على الأحجام السكانية المستهدفة لكل مدينة من خلال التحكم في الحراك السكاني من وإلى المدينة.

فعلي سبيل المثال نجد أن مدينة الباحة في المملكة العربية السعودية من المدن السياحية الجميلة التي تتمتع بمقومات طبيعية (طبوغرافية ومناخية) تجعلها مركز جذب سياحي على المستوي المحلي والإقليمي إلا أن المدينة تخطيطيًا التنموي ليس لها القدرة علي جذب المستثمرين والعاملين في المجال السياحي بل تعد من المدن الطاردة للعمالة والمستثمرين، ويرجع ذلك لعدم وجود استراتيجية مكانية للمدينة تدعم دورها كمقصد سياحي فلا يوجد  ما يحفز المستثمرين علي انشاء الفنادق أو سياسة لتدعيم الخدمات والمرافق المساندة للنشاط السياحي فعلي سبيل المثال لا يوجد أي ميزة تفاضلية في تكلفة الخدمات والمرافق اللازمة لانعاش النشاط السياحي (كالكهرباء والمياه والهاتف...الخ).

وفي النهاية وحتى لا أكون قد أطلت عليكم وكما ترون فإن الامر جد بسيط يعتمد على إعادة توظيف الإمكانات والقدرات الكامنة بكل قطاع بالمدينة بالصورة الأمثل والاكفاء لدعم الدور المقترح على كافة المستويات التخطيطية وفي نفس الوقت الحفاظ على البيئة العمرانية بصفة عامة والصحية بصفة خاصة وتفعيل استخدام التخطيط كخط دفاع أول ضد أي جائحة صحية كانت أو اقتصادية أو عمرانية.

كلام جميل وحتمي الحدوث، وهنا هذا التحول يستدعي التأكيد على اهمية التطبيق الرشيد لمفهوم انسنة المدن بعد أحداث بعض التعديلات على بعض من معايير التخطيط والتطبيق لتتوافق مع متطلبات المرحلةو خصوصا في قضايا التباعد الاجتماعي وقضايا عدالة توزيع الخدمات وتطبيق مفاهيم الذكاء الصناعي واعطاء مساحات أكبر لاستخدام التقنية وجعل العمل عن بعد جزء أصيل من أعمالنا في القطاع الحكومي والأهلي.

م عبدالرحمن بن يوسف محروس 2020-05-08 المشاهدات 10

رائع.. أتمنى ان ينظر فيه

سعيد الزهراني 2020-05-06 المشاهدات 9

مقال رائع وجميل وأسعدني كثيرا وانا أقرا المقال وبالفعل أصبت يامهندس هاني وخصوصا في هذه الفترة الحرجة التي نمر بها مع جائحة كورونا .. أطال الله في عمرك .. ونفع بك وبعلمك .. وسدد خطاك لما يحب ويرضى وجزاك الله خيراً ..أسال الله أن يزيل هذا البلاء عن الأمه . مع خالص تحياتي وتقديري

د. فردوس جمال الدين

د. فردوس جمال الدين 2020-05-05 المشاهدات 8

لاشك إن العالم سوف يتغير طبيعيا واجتماعيا واقتصاديا بعد وباء كورونا وسوف يكون للتخطيط دور كبير فى هذا التغيير وهذا هو ألذى تعرض له هذا المقال لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية والتى بموجبها يتم الحفاظ على البشر مع عدم انتشار هذا الوباء و القضاء عليه وذلك من خلال إعادة دراسة توزيع استعمالات الأراضى بالمدن والقرى وبالتالي توزيع الكثافات السكانيه وعلاقتها بتوزيع الخدمات مع إعادة دراسة المعايير التنموية والتى تحقق الهدف المطلوب وتحقيق عدم التزاحم والاختلاط بين البشر مع استمرارية الحياة سواء في الوقت الحاضر أو المستقبلى والله خير حافظ وشكرا للباشمهندس هانى على هذه الدراسة

ا. د محمد إبراهيم سراح 2020-05-04 المشاهدات 7

موضوع جدا مهم ويجب وضعه بالاعتبار لدى الجهات المعنية ، لما له من آثار ابجابية بجمبع شؤون حياة سكان المكان بختلاف مسمياتها .

سامي السلمة 2020-05-04 المشاهدات 6

م . هاني حسن زاهد

شكرآ من كل قلبي على أهتمامك بأهل المدينه المنوره

اسماعيل حسين ابو قراره 2020-05-04 المشاهدات 5

ما شاء الله
احسنت واصبت مهندس هاني على هذا التشخيص الجميل. نسأل من الله لكم دوام التوفيق

فاضل الحميدي 2020-05-04 المشاهدات 4

ماشاءالله تبارك الله موضوع شيق وهادف

م/وجدي عبدالله كردي 2020-05-04 المشاهدات 3

ماشاء الله تبارك الله يعطيكم العافية يا مهندس هاني وكل عام وانتم بخير وصحة وسلامة الموضوع ممتاز ومن المفترض أن يكون من زمان متتبع به في جميع المدن حسب موقعها واهميتها من جميع النواحي إلي ذكرت وأضف إلى ذلك المدن الدينيه وأسأل الله ان ينفع بكم

أسامة عبدالفتاح الجزائري 2020-05-04 المشاهدات 2

شكراً مهندس هاني على هذا التشخيص الجميل لحال تخطيط المدني واتفق معك باهمية التدور المكاني او الجغرافي في التخطيط على ان يبقى دور القطاع اشرافي ومتابع للمعايير والمواصفات المتبعة في عمليات التنفيذ

طلال الشافعي 2020-05-04 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 1691 زيارات اليوم

  • 49488679 إجمالي المشاهدات

  • 3023931 إجمالي الزوار