
-
بقلم / م. هاني بن حسن زاهد
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول فيروس كورونا (COVID-19) من وبائي "epidemic" إلى "جائحي " pandemic، لكونه انتشر عبر الحدود الدولية واصاب أعدادًا كبيرة من الأشخاص بسبب طبيعته السريعة المعدية، وكانت البداية حين انتشر المرض من منطقة جغرافية صغيرة إلى مناطق جغرافية كبيرة وأصبح من الصعب السيطرة عليه حيث انتشر في العالم بأسره.
من هنا يتضح أهمية تضافر كافة الجهود لمجابهة هذه الجائحة والأخذ بكل السبل المتاحة للسيطرة الفعالة عليها وتحديد الأساليب الملائمة للتعامل معها، وسوف ألقى الضوء اليوم على كيف يمكن للمدينة التعامل مع هذه الجائحة.
يمكن تبسيط تعريف المدينة على أنها تتكون من مناطق للإسكان ومناطق للخدمات وأخرى للأنشطة يتم الربط بينهم من خلال شبكة طرق ودعمهم بالمرافق اللازمة، ولتحديد أسلوب تعامل المدينة مع الجائحة فيجب:
أولًا: معرفة الخدمات التي يجب أن تقدم للمواطن وكيفية توزيعها بالمدينة.
ثانيًا: نمط توزيع السكان داخل المدينة.
ثالثا: الأسلوب المقترح للحد من انتشار الوباء.
حيث يمكننا من خلال إعداد تخطيط مؤقت للمدينة التي يجتاحها وباء كورونا (كوفيد – 19) يهدف إلى مساعدتها على التمشي مع الجائحة وعن طريق إعادة توزيع السكان يمكننا تقليل الكثافات السكانية وبالتالي المساعدة في السيطرة على انتشار وتفشي الوباء.
وفي مثل تلك الظروف نجد أن أهم ما يجب تقديمه للمواطن ثلاث خدمات أساسية تتعلق بالـ (الصحة - التموين الغذائي - الأمن) وبناء عليه يتم النظر في كيفية التعامل مع هذه الخدمات بتوجهات غير تقليدية أو نمطية.
الصحة:
يجب إقفال جميع المستشفيات الحكومية والخاصة ولا تعمل إلا بنسبة بسيطة من طاقتها (ولتكن مثلًا 10%) من قوتها فقط للحالات الحرجة (السرطان - القلب - غسيل الكلى ... إلخ) وفي المقابل يتم إنشاء مستشفيات ميدانية بسعة ملائمة للحجم السكاني بمحيطها على أن يتم تخصيص جزء بسيط من طاقتها الاستيعابية (ليكن مثلًا 15%) للحالات العادية (شخص تم إصابته أو الحالات المرضية العادية) وتخصص النسبة العظمى من طاقتها الاستيعابية (85%) للتعامل مع الجائحة ويتم توزيع هذه المستشفيات الميدانية حسب نمط توزيع الكثافات السكانية للمدينة.
الأمن:
تقسم المدينة إلى قطاعات ويتم عزل كل قطاع في المدينة عن الآخر ولا يتم السماح بالانتقال من قطاع للآخر إلا للضرورة القصوى ولا يسمح بالدخول والخروج من القطاع إلا من خلال مدخل واحد فقط ويتم الاستعانة بكافة الوسائل المتاحة (حسب طبيعة الجائحة) (على سبيل المثال في حالة كورونا تستخدم الكاميرات الحرارية لرصد درجة حرارة كل من دخل وخرج) وضرورة متابعة خط سيره ليسهل حصر كل من اختلط به كما يجب وضع خطة أمنية للدخول والخروج من القطاع حسب درجة خطورة انتشار الجائحة في المدينة.
التموين الغذائي:
يتم تحديد وتخصيص مناطق معزولة بين قطاعات المدينة لتشوين البضائع ويحدد لها مدخلين الأول لدخول البضائع القادمة إلى القطاع والثاني لتوزيع البضائع إلى داخل القطاع ولا يسمح لأحد من القادمين من الخارج بالانتقال إلى داخل القطاع لتوزيع البضائع.
ومن هنا يتضح أهمية ان يتم تقسيم المدينة المتواجد بها جائحة كورونا (كوفيد – 19) إلى قطاعات طبقا لنمط توزيع الكثافات السكانية والطاقة الاستيعابية للمستشفيات الميدانية عوضًا عن التقسيم التقليدي للمدينة الذي يعتمد على تقسيمها إلى أحياء تخطيطية.
فمثلًا يمكن للمدينة أن تقسم أولًا إلى أربع قطاعات يعتبر طريق محور حد فاصل بين شرق المدينة وغربها وطريق محور كحد فاصل بين شمال المدينة وجنوبها وداخل كل قطاع يمكن تقسمه إلى مناطق أصغر حسب الضرورة، هذا مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الاحتفاظ بالطرق السريعة والإقليمية لتقديم الخدمات لهذه المناطق ويتم تقسيم المناطق الداخلية طبقًا لأحجام السكان والكثافات وأحجام تغطية المستشفيات الميدانية وإيقاف العمل بالتقسيم الحالي لمدينة إلى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها.
وبهذا يمكن أن يتم حصر الجائحة في قطاع محدد ومحاصرتها حتى الانتهاء بإذن الله منها وضمان عدم تفشى المرض داخل المدينة بأكملها وبشكل يصعب السيطرة عليه.
أضف تعليقك...