-
بقلم / عمار بن بدر بن عبدالجليل
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
كنتَ ذات يوم نكرة
فتشكلت من مهينٍ نطفة
حتى شاءت الأقدار
أن تأتي على محيا هذه الأمة
ولدت بغير إرادتك
عشت سن الطفولة
وتسكعت في المراهقة
والآن تحيط بك ضوضاء الرجولة
وغموض الحياة بوجهٍ آخر
لقد بلغتَ العشرين ، إذاً أنت على عتبة حرجة وحساسة !
إذا وقفت في مرآة تدرك أن مظهرك قد تغير ، وإن تأملت في ذاتك تدرك أن فكرك تطور ، وتوسع التكوين المعرفي لديك ، ووصلت لمرحلة عالية من الإدراك والإلمام في تفاصيل حياتية كثيرة جداً
إنه لشيءٌ جميل تارة ومخيف أحيانا تسارع الحياة في ساعة الزمن
بين أرجوحة العمر !
تساؤلات كثيرة تُطرح في وجه العشريني الباحث عن الحياة الوردية !
وسط اكتظاظ المسؤوليات الشخصية وتراكم المتطلبات الاجتماعية والدراسية أحياناً
بماذا يجب أن تكون مُلِمَّا !؟،
كيف تتخذ قراراً مصيرياً !؟
هل تلمَّست شيئا من مستقبلك الذي كنت تكرره كل يوم ؟!
هل عانقت شيئا من أحلامك التي كانت تراودك منذ الصغر !؟
ستفاجأ بأنك تمارس طقوسك الخاصة بكل استقلالية
وتنهش الظروف وتقاومها حتى تكرِّس لنفسك الحياة المرجوّة
مسكينٌ أنت أيها العشريني يُنظر إليك بطلاً قوميا ًخارقاً وأنت لم تخض غمار الحياة بعد !
عشرون عاماً من عمرك !!
إنه لرقم زوجي صعب يقتضي التحرر من الخمول والاتكال
والخوض في معمعة الحياة والمسؤوليات المقذفة من كل صوب!
أيها العشريني الباحث عن الحياة !
تيقّن أنك الآن
في ذروة الإنجاز في العمل إن كنت موظفاً
في ذروة الإبداع العلمي إن كنت طالباً
في ذروة الحب والعطاء إن كنت زوجاً
لا تظن أنك مهماً بقدر كبير ولا يدفعك الغرور يوماً لتمارس سياسة الغطرسة !
لكن اعلم جيدا أن رايتك لابد أن ترفرف في محيط في مجتمعك
ما ستختاره الآن سيرافقك دهراً ، لأن دائرة الثلاثين سيختلف جذرياً عن عتبة العشرين
أنت الآن تقبع في النقطة الحرجة من العمر ،والركوض بالذات هو الحل الأمثل لتظفر وتصل إلى نقطة الاستقرار
أزلِ الترسبات السلبية التي تلبَّستكَ في الطفولة والمراهقة
فشمس الحياة لم تغرب بعد على سماءك الصافية ، قدّس ذاتك وعظّمها لتكتب نجاحاً تتوج بها عمرك
لاتكن عشرينيًا طائشاً ، وبائسا في وجه الحياة
اصنع شغفا يحرك طاقتك الكامنة !
فالشغف هو من سيسيّرك !
واترك لنفسك تساؤلا لطيفا تدغدغ بها روحك
ما هو الشغف الذي يدفعك للاستيقاظ كل صباح !؟
أضف تعليقك...