-
بقلم / عمار بن بدر بن عبدالجليل
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
العقل هو خط الدفاع الأول للإنسان السوي، وهو محور ومؤشر رئيسي في بناء شخصية الفرد وتكوينه المعرفي والثقافي.
المشهد الثقافي يحتضر وربما في طريقه للحضيض، بسبب انتشار داء التسطيح الذي اخترق العقل العربي، في معركة ثقافية لم تعلِن عن حرب صريحة، ولم تسفِك دماً.
التسطيح هو فقدان رؤية الأمور بالشكل الصحيح وتغليب جانب العاطفة على العقل بطريقة ما.
ربما تسارع عجلات الثقافة بين البشر، وتداخل الهويات ساهم من نشوء ثقافة التسطيح بعدة صور، ومجتمعنا العربي البائس الذي لا يملك أي أيقونة للرقي والتطور بين الأمم، ابتلي في هذه الحقبة، بفئة مجنونة، ضربت احترام القيم بعرض الحائط، ورسمت السخافة بصورة الرقي والثقافة.
من المؤسف جدا في عصر الفكر والتقنية والانفتاح أن تسعى المؤسسات الإعلامية الضخمة لتروج مفاهيم باطلة، انتصاراً للأهواء، وتساهم بشكل أو بآخر في تسطيح العقل العربي، ويصفق عليه العدو الخارجي بخدمة مجانية من ادعياء الفكر والثقافة والإنسانية والتقدم ...الخ
أعمال درامية تدَعي أنها تجسد الحياة الاجتماعية نجحت بشكل مباشر في تشويه الصورة النمطية للدين وأهله، مما دفع الكثير من العامة والجهلة يتهم الدين وأهله بالتشدد وعدم مواكبته للحضارة العصرية، وينادي بالحرية وكأنَ الدين وضعه في زنزانة عزلتهُ عن الحياة الاجتماعية.
أسوأ عملية تسطيح نتعرض له في عصرنا هو التسطيح باللعب على وتر الدين، واستخدامه كوسيلة رخيصة لضرب القيم الإنسانية.
واصطياد زلات أهل الدين أصبح موضة عصرية رخيصة للوصول لدائرة الأضواء، ومعاملتهم كوجبة مغرية للضحك والاستهزاء أمر يثير الشفقة.
تسطيح مقزز وترهل فكري غير مسبوق للعقول، حتى أصبح العربي محور الإثارة والجدل حول أحداث العصر الدخيلة على العالم.
حقبة سيئة في تاريخ أمة اعتلت منصات الأمجاد قروناً.
ثمة أمور ما جعلتنا حمقى، نفكر ولكن بلا فكر، نهتم بالقشور ونترك اللب، استغفال مدروس حقا.
الموضوع رائع ، والأسلوب راقي ،
اختيار المفردات موفق،
ساهم في تسطيح العقول، تصدر أشباه العقول، مما جعل القاريء يعزف عن القراءة، ويكتفي بشكل الغلاف الجميل ،
بالفعل الأمة بعقلائها، وعقلائها غائبون أم نائمون أم مهمشون، أم ضائعون وسط أمواج بحر الغزو المعرفي والتشويش ،،
نسأل الله السلامة ، للعقول ،
وفقكم الله ،،
صديق فارسي 2019-07-24 1
أضف تعليقك...