-
بقلم / عمار بن بدر بن عبدالجليل
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
في مرحلة ما نغرق جميعاً في بحر متلاطم من الأمواج، تتوه بنا الخطى مخطئة تارةً وصائبة تارة أخرى، نتبعثر في غمرة الركض ونستفيق، نجري بكل الحواس في سباق محموم، ننافس الآخرين ونبحث عن الذات، ونتحدى القدرات!
صعوباتٌ تحيط بنا، مرحلةٌ ضبابية تتجدد فيها كل أبجديات الحياة وتتغير جذرياً، صراعٌ بين إدارة الوقت وملل الروتين، صخبٌ بين ضغوطات الحياة وتوسع المسؤوليات، وواجبات التعليم التي هي الأهم والأسمى من بين كل الخيارات!
هي محطةٌ للانطلاق، والوقوف فيها فشلاً مرحلياً يؤخر الخطى، فترةٌ خصبةٌ للعقل في التفكير وحسم القرارات وكسب المهارات، فالفرد بات يدرك حساسية المرحلة ويستكشف أخطائه، ويرسم خطواته وقناعاته التي ستبني تكوينه، فهو لايرضى أن يكون مجرد صورة منسوخة لغيره !
هي بيئةٌ التأقلمُ فيها فرض، والهزيمة فيها فشلاً مؤبداً، والاستقلالية تلعب دوراً كبيرا في التكيُّف الصائب والتواؤم، فالجدية هي عنوان المرحلة، وما يخص العاطفة
تُرمى بعيداً في دائرة ضيقة من الاهتمامات، لأن الرؤية الخاصة مقدسة ولايُمَس سيادتها !
ربما قد نتذمر لأن المعلومات لم تعد تعطى على طبق من ذهب، والحياة هنا مليئة بالجد، والمتعة والرفاهية باتت بيننا وبينها أمداً بعيداً، فالعلم هنا لم يعد تلقيناً، فالكل يبحث ويناقش عن مشاكل المجتمع والوطن، وربما هناك من يطمح لحل مشكلة عالمية !
إنه لمشهد يبهج النفس، وينشط البدن، ويفتح مسامات الأمل، حين تمر كل صباح بين أروقة الجامعة، وترى صديقاً يحمل بين يديه حلماً، ومعلماً يحمل أمانته ويؤدي رسالته.
إن التعلم ضرورة وليس ترفاً، وإن نمنا وتركنا عجلة التقدم فهناك آخرون استيقظوا وسبقونا !
العمر سيمضي بك إن تعلمت أو لم تتعلم، وخيرُ ما تقضي به عقارب وساعات عمرك بلا ندم في التعلم،
وتذكر أن هناك الملايين من البشر حرموا من حق التعليم
وهناك أمم تضج بالجهل والتخلف، فالتعليم منحة واصطفاء وتوفيق.
وتذكر أيضاً : إن تركت التعليم أو لم تتعلم فأنت فرد ، وإن تعلمت فأنت أكثر من فرد .
أضف تعليقك...