( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )

لازال محور تأمّلنا .. ( إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )
كيف يترسّخ مفهوم،( إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )
في قلوبنا ..؟؟

هذه العبارة من هذه الآية، وددت لو أنها كتبت في قلب كل مسلم، وفي صدور البيوت، وعلى واجهات المحلات، وفي كل زاوية وقُطر، ليفطن لها المؤمن ويترسخ مفهومها في كل عقل وفكر،،

فإذا قال الطبيب لا أمل في العلاج فقل إن ذلك على الله يسير 
فالذي بدأ الخلق وكونّه وأنشأه من العدم، يسيرٌ عليه إعادة خلق عضو، أو إحياء جزء من هذا الجسد،، 

وإذا قالوا أن الأرزاق ستنقطع  
فقل إن الذي خلق الأرزاق من العدم هو الله، وإن ذلك على الله يسير  
وإذا قالوا أن الماء سينضب والأشجارُ ستيبس والمُوأنُ والثمارُ ستقلّ 
فقل إن الذي خلقها أول مرة قادرٌ على أن يعيدها، وإن ذلك على الله يسير 

فأيهما أصعب على الصانع من الناس، إنشاء السلعة من العدم، أم إعادة ترميمها وإصلاح ما فسد منها  
فكيف بالله الذي لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير، فإن ذلك على الله يسير 

مهما تعقّدت وتعسّرت أمور الرزق، ومهما بلغت الصعوبات، ومهما بدت أنها مستحيلة  
فأعلم أن ذلك على الله يسير  

أما عن إستبطاء الرزق أو إنقطاعه، فهو ليس من الله، وإنما هو بسوء تقديرنا، وجهلنا وغفلتنا عن الله  

فأطلبوا الرزق بالطريقة الصحيحة، كما وردت في الآيات السابقة وفي الآيات الثلاثة التالية لهذه الآية، على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام  

وهي كالتالي .. بالإستقامة على عبادة الله، والشكر لله، وعلمك أن ذلك على الله يسير، وأنه على كلّ شيء قدير، وأنكم إليه تقلبون فيحاسبكم على ما آتاكم، وأنكم ليس لكم من دونه وليّ ولا نصير  
هذا والله أعلم ..!!