1. 

   مكتب الصحيفة

2. 

   شخصيات بارزة

في عالم الدراما، تلعب الموسيقى التصويرية دورًا جوهريًا في إضفاء الأجواء المناسبة للمشاهد ونقل إحساس الحقبة الزمنية للمشاهد. وفي مسلسل «شارع الأعشى»، كان للموسيقى دور رئيسي في إعادة إحياء تفاصيل ذلك الزمن الجميل. في هذا الحوار، نلتقي بالموزع والمنفذ الموسيقي شيرو منان، الذي أبدع في تقديم موسيقى متقنة تعكس روح البيئة الشعبية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة التي تدور فيها أحداث المسلسل.

• ما الذي ألهمك لتوزيع وتنفيذ المقطوعة الموسيقية لهذا المسلسل؟

الموسيقى التصويرية لمسلسل «شارع الأعشى» جاءت بالتعاون الوثيق بيني وبين المؤلف الموسيقي الأستاذ رضوان نصري، حيث استلهمنا الألحان بناءً على النقاشات العميقة حول الحقبة الزمنية، القصة، والبيئة التي تجسدها الأحداث. كنا نهدف إلى تقديم موسيقى أصيلة تعكس روح الشارع والأجواء الاجتماعية في تلك الفترة.

• هل هناك أعمال موسيقية أو مؤلفون أثروا في أسلوبك عند توزيع وتنفيذ هذه المقطوعة؟

لا يمكن التأثر بأي عمل آخر، لأن لكل مسلسل طابعه الخاص وهويته الموسيقية المتميزة. في «شارع الأعشى»، كان من الضروري أن يكون للموسيقى بصمة فريدة تتناغم مع روح القصة والمكان.

• كيف تعكس الموسيقى أجواء وفترة المسلسل؟

للموسيقى التصويرية تأثير بالغ في إيصال المشاعر والمساعدة في نقل إحساس المشهد. من خلال التصعيد الموسيقي أو التخفيف، نستطيع مرافقة الأحداث وإبراز التغييرات الدرامية بأسلوب يعزز من تجربة المشاهد.

• كيف بدأت عملية توزيع وتسجيل موسيقى «شارع الأعشى»؟

بدأنا بالتشاور بيني وبين المؤلف والمخرج، حيث خضنا نقاشات معمقة لإيجاد أجواء موسيقية جديدة تعكس تلك الفترة الزمنية. كان علينا الحفاظ على الطابع الشعبي مع إضافة لمسات موسيقية مبتكرة تبرز هوية العمل.

• ما هي الآلات الموسيقية التي اعتمدتها لتناسب أجواء العمل؟

اعتمدنا على الآلات الوترية الشرقية مثل العود، الناي، الكمان، والقانون، بالإضافة إلى آلة الدودوك الأرمنية، التي أضفت لمسة من الأصالة تتناسب مع الزمن القديم. كما أضفنا الطابع الأوركسترالي وبعض الآلات الإيقاعية الخليجية لتعزيز الجو الشعبي للعمل.

• كيف كان التنسيق بينك وبين المخرج أو المنتج لاختيار النمط الموسيقي المناسب؟

كنا في تواصل مستمر حتى اللحظة الأخيرة، حيث اضطررنا لإجراء تعديلات وفقًا لتطور الأحداث. أحيانًا كنا نضيف تغييرات أثناء عرض المسلسل لضمان تطابق الموسيقى مع المشاهد بدقة.

• هل تم تعديل المقطوعة بناءً على ملاحظات فريق العمل أو الجمهور؟

بالطبع، تم إجراء بعض التعديلات بناءً على ملاحظات فريق العمل لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة، وهو أمر طبيعي في أي عمل إبداعي.

• ما أصعب تحدٍ واجهته أثناء تنفيذ موسيقى المسلسل، خاصة أنه يجسد حقبة قديمة في السعودية؟

التحدي الأكبر كان ابتكار أجواء موسيقية جديدة تتناسب مع العمل. عملنا على عدة خيارات حتى استقرينا على الأنسب، مما تطلب جهدًا إضافيًا لضمان الدقة التاريخية والموسيقية.

• ما الجزء الذي تشعر بأنه كان الأكثر تميزًا في الموسيقى التصويرية؟

بالنسبة لي، كل جزء من الموسيقى كان مميزًا، لأنني استمتعت بكل مرحلة من مراحل التنفيذ والتوزيع والعزف. كل مقطوعة تحمل بصمتها الخاصة.

• كيف كان رد فعل الجمهور والنقاد على الموسيقى؟

الحمد لله، تلقينا ردود فعل إيجابية جدًا من الجمهور والنقاد، وكانت التعليقات مشجعة، مما يعكس نجاحنا في إيصال الإحساس الصحيح للمشاهد.

• هل لديك مشاريع موسيقية قادمة لمسلسلات أو أفلام أخرى؟

نعم، هناك عدة مشاريع قادمة سيتم الإعلان عنها قريبًا، ونتطلع إلى تقديم المزيد من الأعمال المميزة.

• ما النصيحة التي تقدمها للموسيقيين الشباب المهتمين بتوزيع الموسيقى التصويرية؟

أنصحهم بتجنب التعقيد الموسيقي غير الضروري، ومحاولة إيصال المشاعر بأسلوب بسيط ومؤثر. عليهم أيضًا التعمق في فهم أجواء العمل واختيار الآلات المناسبة التي تعكس طبيعة المشاهد بشكل دقيق.

• هناك من يرى تشابهًا بين موسيقى «شارع الأعشى» وموسيقى مسلسل «الجوارح»، كيف ترد على ذلك؟

ربما يوجد تشابه بسيط في جملة لحنية معينة، لكن هذا لا يعني أن هناك سرقة لحنية كاملة. الملحن رضوان نصري هو من قام بتلحين هذه المقطوعة، والفكرة الأساسية في الموسيقى تستند إلى السبع نوتات الموسيقية، والتي عند البحث سنجد أن العديد من الألحان قد تتشابه في بعض عناصرها.

في رأيي، قد يكون هناك تشابه بسيط جدًا في جزء لحني معين، ولكن في الوقت نفسه، هناك اختلافات جوهرية في الجو العام للموسيقى، مثل إضافة الأوركسترا وصوت الدفوف والكمان والعود، ما يجعل العمل يحمل طابعًا مختلفًا تمامًا عن أي موسيقى أخرى.

ختامًا، قدم شيرو منان رؤية متكاملة حول كواليس تنفيذ موسيقى «شارع الأعشى»، وأبرز التحديات والإبداعات التي خاضها لتقديم عمل موسيقي متكامل يعكس روح المسلسل.