• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2023-02-07

رائدة أطلقت الرائدات

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 957
  • التعليقات 1
  • Twitter
رائدة أطلقت الرائدات
  1. icon

    حوار / جمال بنت عبد الله السعدي

  2. icon

    رواد الاعمال

بدرية حامد الحجيلي ابنة المدينة المنورة البارة، إحدى أبرز سيدات الأعمال التي تعمل بصمت، واللاتي خطت اسمها بمداد من ذهب... رائدة أطلقت الرائدات.

عملت في مجال التعليم لمدة 22 سنة كمعلمة للرياضيات، لكنها لم تنسَ شغفها بالعمل الحر والتجارة التي عشقتها صغيرة عن والدها الذي توسم فيها هذا العشق، إذ اعتمد عليها في أيام الإجازات خاصة في تجارته، حيث كان يملك محلًا صغيرًا في البساطية جوار الحرم النبوي الشريف، فيعهد إليها لحساب رأس المال والأرباح وتأمين المشتريات، بشراء ما يحتاج إليه المحل من التجار، فتعمل على توفيره. وبذات الوقت تعلمت منه كيف تحل البركة بالمال عبر العطاء والصدقات -(ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ)- فكانت تخصص بناء على توجيهه مبلغًا يوميًا للصدقات.

اجتهدت بالتحصيل العلمي والمعرفي والفكري، ولم تكتفِ بالتخصص الدراسي الذي عملت به، فحصلت على العديد الدبلومات العلمية والدورات التدريبية في العديد من المجالات التي أهلتها لتكون مدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في التخطيط التنموي، وفي القيادة وفي المالية وفي الأسرة، وفي برامج التقنية عن أشهر وأبرز المدربين، كي تتمكن من مساعدة الرواد وأصحاب المشاريع وتطورها، والوقوف معهم على الصعوبات التي تواجههم والمساعدة على حلها.

وباعتبارها أنه لا يمكن عزل الانسان عن ذاته بكافة أبعاده، فهو عبارة عن عقل وقلب وروح، وكي ينجح الإنسان، عليه أن يتمتع بالعديد من المهارات والقدرات خاصة بالصحة النفسية كي تمكنه من النجاح في مجال عمله.

فكانت باسقات للأعمال التي ولدت باسقة شامخة، وارتبطت ببدرية الحجيلي بجذورها العميقة، وجذوعها الشامخة الباسقة بالفضاء تلقي بظلالها وتطرح ثمار طلعها النضيد، وتضع بصماتها على الكثير من المشاريع الرائدة في المدينة المنورة وعدد من محافظاتها في ينبع والعلا والحناكية وغيرها كثير من المحافظات.

وبسؤالها من أين جاءت البداية متى وكيف ولماذا باسقات؟

تقول: {وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَـٰتࣲ لَّهَا طَلۡعࣱ نَّضِیدࣱ} سورة ق آية 10، كان العمل الحر حلمًا منذ الطفولة، وبعد التقاعد تفرغت للعمل الخاص، فرغبت بتأسيس شركة لمساعدة سيدات الأعمال خاصة، حيث لم يكن هناك من جهات تعنى بهذا الشأن، فانطلقت باسقات لتشجيع السيدات لدخول سوق العمل كريادة اجتماعية، حيث لا توجد حاضنات أعمال لاحتضان المشاريع.

ثم استهدفت خريجي الجامعات والكليات، ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأصحاب المشاريع المتعثرة، وأنشأت معامل خاصة بالمهنيين، واهتممت بالتدريب وخصصت مساحة كبيرة لإقامة فعاليات وبرامج يستفيد منها الشباب والشابات بداية من التدريب الذاتي عبر برامج خاصة بالشخص بعينه لتأهيله قبل دخوله سوق العمل، وقد تم اعتماد البرامج من جامعات متخصصة.

وتهدف باسقات الأعمال إلى تهيئة بيئة داعمة لرواد الأعمال، وتوفير كافة الخدمات لإطلاق مشاريعهم الريادية، ودراسات الجدوى للمشاريع، ونشر ثقافة العمل الريادي، وتأهيل الشباب لسد الفجوة بين الدراسة الجامعية وسوق العمل، وأيضًا لإنشاء مشاريع مستدامة طويلة الأمد تهدف للمشاركة في نهضة المجتمع السعودي وتحقيق رؤية 2030.

كل ذلك تم عبر انشاء مركز متكامل لرواد الأعمال، مزود بكافة الاحتياجات من قاعات للتدريب ومعامل مهنية، ومساحات للعمل وقاعات للاجتماعات، وورش عمل ومطبخ أكاديمي مجهز بالأجهزة والمعدات اللازمة.

بدأت انطلاقتها بـ 22 مشروع وقد بلغ عدد المستفيدين والمستفيدات نحو 4000 آلاف.

ويتم ذلك بدايةً بالتدريب الذاتي وفق النموذج الشخصي للمستفيد قبل بداية أي عمل.

ما أهم التحديات التي واجهتك بالبدايات؟

أهم التحديات كانت الإجراءات حيث كانت صعبة في البدايات خاصة للسيدات، ومن حيث عدم توفر جهات تقدم دراسات الجدوى للمشاريع، وعدم توفير النماذج، فتمت الاستعانة بخبرات من الخارج -الأردن ومصر- حتى تم تأهيل كادر وظيفي محلي متخصص مؤهل يقوم تصميم نموذج خاص بالمستفيد الفرد قبل البدء بالمشاريع بما يتوافق مع مهاراته وجدارته وكفاءته وشغفه بالعمل الذي يرغب بالتخصص به.

ما المجالات التي تقدم فيها باسقات الأعمال خدماتها؟

نقدم في باسقات خدمة حاضنة أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومسرعة أعمال، الاستشارات، التطوير والتدريب وورش عمل، جلسات علاجية استشارية لمشاريع متعثرة، تطوير أعمال فردي أو جماعي، استقبال أصحاب الأفكار الابتكارية، كوتشنغ كفاءات وجدارات، اختبارات متعددة للميول المهنية، وحتى أثناء جائحة كورونا لم نتوقف عن العمل عبر تطبيق زوم فقد استمرينا في تقديم الدورات التدريبية والاستشارات.

كما أن لباسقات الأعمال شراكات مع العديد من الجهات الرسمية كالهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" وبنك التنمية الاجتماعية، والغرفة التجارية، والبرنامج الوطني للمؤتمرات والفعاليات، وجامعة طيبة والجامعة الإسلامية، وعدد من المراكز والمكاتب الاستشارية والتدريبية، بالإضافة للمشاركة مع العديد من القطاعات بتقديم الدورات التدريبية والاستشارات، وتحويل بعض الحالات للجهات المختصة حسب نوع المشكلة.

كما شاركت باسقات في 3 ملتقيات للتوظيف بتقديم دورات للشباب منها:

تحديات في بيئة العمل - الأسئلة الذكية في المقابلات الشخصية - اتكيت الأعمال - التفكير خارج الصندوق - أسرار الأغنياء - والثقة بالنفس.

ما نصيحتك لرائدات الأعمال؟

أنصح رائدات الأعمال عدم دخول سوق العمل قبل تحقيق المنهجية الخاصة بها واتباع الخطوات السبع لباسقات 7 حيث لا بد من توفرها قبل البدء بالمشروع، والمنهجية هذه وضعتها بناء على خبراتي عبر مسيرة طويلة، الخطوات السبع إذا تتبعها أي مستثمر استحالة ألا يتحقق معه أي نجاح بحول الله وتوفيقه.

ما الرسالة التي توجهينها لسيدات الأعمال؟

التريث ضرورة جدًا في سوق المدينة المنورة خاصة، ولا بد من الحرص على التميز والابتكار، فالمشروع بيئة متكاملة، مع ضرورة السعي لكسب ثقة العميل والعمل على استطلاع الرأي دومًا لتلبية تطلعاته.

فثقافة وبيئة اهل المدينة مختلفة، لا بد من أن يكون المشروع متنوع ومتطور، ومواكب للتجديد، مراعيًا للجمال ولذائقة أهل المدينة و زوارها، وسيدات المدينة لديهن بصمة متميزة، وهن صاحبات أموال، ولديهن أوقاف حيث تعد أوقاف سيدات المدينة من أكبر الأوقاف، ولا بد لسيدة الأعمال الدخول للسوق بعد دراسة وأن تتوافق مهاراتها مع شغفها ودراستها، واحتياجات السوق والإبداع في مشاريعها لضمان الاستمرار والديمومة.

رؤيتك لمستقبل سوق المدينة المنورة ومساهمته في زيادة الدخل المحلي وبناء فرص استثمارية لرائدات الأعمال والمستثمرين؟

سوق المدينة المنورة هو سوق واعد ومتجدد، وكثير من المشاريع المستقبلية هي مشاريع متطورة، وتوافق توجه الدولة نحو تعدد مصادر الدخل خاصة في مجال الصناعة والتعدين والسياحة؛ مما يشجع على إيجاد الفرص الوظيفية وتعدد المجالات الاستثمارية العديدة المطروحة فيها.

ما مدى انتشار الوعي بأهمية توطين الفرص الوظيفية والمشاريع الاستثمارية البسيطة مهما صغرت بداية ووصولًا لتحقيق طموحات وطن كبير؟

الجميع يتفق مع توجه الدولة نحو توطين الوظائف وهذا مما يشجع ويتيح الفرص الاستثمارية للشباب بالمشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى المشاريع الكبيرة والطموحة التي تشهدها المدينة اليوم، والتي ستساهم في تشجيع الاستثمار بشتى المجالات، والشباب قادر على النجاح واستخدام طاقاته الكاملة في مجال العمل الحر، والاستثمار في الموارد المحلية، والحد من البطالة خاصة لو أبدع فيما تتميز به أسواق المدينة المنورة من منتجات تختص بها المدينة.

ما دور رجال وسيدات الأعمال في دعم مشاريع صناعات الهدايا المحلية وتسويقها لأخذ حصتها من السوق المحلي والإقليمي والعالمي ولتحقيق المنافسة؟

رجال وسيدات أعمال المدينة المنورة داعمين جدًا للشباب والشابات من خلال  الدعم المادي للمشاريع الهادفة، ومع التدريب والتطوير والدعم للأفكار الابتكارية والجديدة، ومع التمتع بالمهارات الأساسية التي تمكنه من اجتياز أي عقبات قد تواجه الشباب المستثمر خاصة في مجالات التقنية، وأيضًا داعم في الصناعات الحرفية واليدوية، ولدينا العديد من الجهات التي تبنت أصحاب المهن والمهارات الحرفية واليدوية التي تحمل بصمة صنع بالمدينة بأيدٍ مدينية وبخامات مدينية من أرض المدينة المنورة تنتج كهدايا مميزة يمكن تصديرها للخارج، وهي الآن متوفرة بكافة المتاجر كنماء المنورة التي دعمت صاحبات الأفكار والمهارات والحرف اليدوية، كما لدينا منتجات زراعية ورقية وعطرية إلى جانب منتجات النخيل والتمور وخلافه.

فالجميع هنا يبارك ويشجع هذه الصناعات من جهات رسمية وإدارات محلية ومواطنين فـ (الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ).

ماذا بعد؟ وما الذي تطمح إليه الآن بدرية الحجيلي بعد هذا المشوار؟

باسقات خطت خطوات بعيدة في خدمة شباب وشابات المدينة المنورة، هناك المنصة الخاصة لباسقات لخدمة سيدات الأعمال بالمدينة المنورة وخارجها حيث قدمت دورات في التسويق والادخار والإدارة المالية، وأيضًا من أهم ما قدمته باسقات إنشاء الجناح الوقفي المساند بدعم من الجهات الخيرية والتجار لخدمة المتميزين من الجادين من الشباب السعوديين الراغبين في الدخول لسوق العمل ممن لديه فكرة أو مشروع، أو رغبة  تطوير لمشروع قائم، أو مشروع متعثر، وذلك بتقديم الاستشارات من مختصين كلًا في مجاله الريادي أو المالي أو القانوني، أو الحرفي أو التقني أو التسويقي، وهو الجناح الوقفي، ودخول الاختبارات التقنية برسوم بسيطة بدعم كبير من الوقف بنسبة %25؜ من المستفيد و%75؜ على الوقف لبعض البرامج المدعومة.

وختامًا: رسالتي للجميع 9 أعشار الرزق في التجارة فلا تترددوا في تعدد مصادر الدخل.

وهنا ينتهي اللقاء ولا ينتهِ الشغف الذي أشعلته بدرية الحجيلي لدى كل رائد أو رائدة أعمال بالمدينة المنورة حيث تتفتح الآفاق وتمتد الأيادي البيضاء لتعانق الطموحات وصولًا للنجاحات.

فـ (الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ).

ماشاء الله تبارك الله
( مانقصت صدقة من مال )
( وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )
( الوالدين قدوة يزرعون القيم في المرء منذ الصغر )
( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )
( بعد توفيق الله لكل مجتهد نصيب )
هذا ما استنبطته من تجربة الأخت الفاضلة رائدة الأعمال الأستاذة بدرية حامد الحجيلي . وفقها الله

م / خليل الحجيلي 2023-02-07 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

  • 2932 زيارات اليوم

  • 48520317 إجمالي المشاهدات

  • 3010323 إجمالي الزوار