
-
بقلم / د. عبدالحكيم بن محمد المغربي
-
جميع مقالات الكاتب
-
توعوي
لقد أمرنا الله عز وجل بالاستماع والإنصات عند تلاوة القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ لْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا۟ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الأعراف: 204).
وهذا ليس مجرد استماع عابر، بل إنصات يُعَبِّر عن تعظيم كلام الله وتدبره وفهم معانيه، حتى تنعكس آياته على قلوبنا وأرواحنا، فندرك عظمة هذا الخطاب الإلهي.
استشعار عظمة اللقاء مع الله
عندما تمسك بكتاب الله، تخيل أنك في لقاء مع رب العزة جل جلاله، فهو يكلمك مباشرة من خلال آياته، وهذا موقف عظيم يستوجب الخشوع والتأمل. تأمل قول الله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ (المزمل: 5).
فالقرآن ليس مجرد كلمات تقرأ، بل هو خطاب ثقيل وعظيم يحتاج إلى قلب حاضر وعقل متدبر.
مكانتك عند الله وعلو منزلتك
لقد شرفك الله بأن جعلك خليفة في الأرض، وكرمك تكريمًا عظيمًا، فقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ في لْبَرِّ وَلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ لطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ (الإسراء: 70).
بل عندما خلقك الله، نفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة أن تسجد لك، وهذا يدل على عظمة شأنك عنده، فكيف لا تنصت لكلامه وتتدبره حين يخاطبك من خلال آياته؟
القرآن ليس مجرد تلاوة، بل منهج حياة
يخطئ من يظن أن الغاية من القرآن هي التلاوة فقط، بل أمرنا الله أن نعمل به ونتدبره، فقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد: 24).
فالتدبر يعني التأمل في المعاني، والسعي إلى تطبيقها في حياتنا، لأن القرآن جاء ليغير القلوب ويهدي النفوس، وليس فقط للحفظ والتلاوة دون عمل.
استحضار القرب من الله عند تلاوة القرآن
الله أقرب إلينا من حبل الوريد، وهو معنا يسمعنا ويهدينا ويرشدنا، كما قال سبحانه: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (ق: 16).
فكيف لا نستشعر هذه القربى حين نقرأ كلامه، ونصغي بكل جوارحنا لما يريد أن يخبرنا به؟
حديث نبوي عن استشعار كلام الله
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (رواه البخاري).
هذا الحديث الشريف يبين لنا كيف أن أنبياء الله استشعروا يقينًا أن الله يكلمهم ويوجههم، فكانوا يرددون كلماته بتدبر وخشوع، مما زادهم إيمانًا وثباتًا.
الخلاصة
من اليوم، لنجعل علاقتنا بالقرآن مختلفة، فلا نقرأه لمجرد الختمات المتكررة، بل نقرأه بقلب واعٍ، وننصت إليه بخشوع، ونعمل بأوامره، ونمتنع عن نواهيه، حتى ننال الرحمة والهداية، كما وعدنا الله في كتابه.
نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم نورًا لقلوبنا، وهداية لنا في الدنيا والآخرة.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
من اجل الانصات إلى الأيات و الفهم و الادراك و حفظ النفس و سلامة حياة الانسان ،،،، الاستاذة فاطمة الثني اشكرك كل الاحترام
fatma 2025-04-02
1
أضف تعليقك...