
-
بقلم / د. عبدالحكيم بن محمد المغربي
-
جميع مقالات الكاتب
-
توعوي
نحن اليوم في ليلة التاسع والعشرين من هذا الشهر الفضيل، نودع أفضل الشهور على مر العصور حتى قيام الساعة، نودع شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران. اللهم بلغنا رمضان أعوامًا مديدة غير فاقدين ولا مفقودين، بصحة وعافية أجمعين.
إخواني في الله، لقد كنا خلال هذا الشهر الكريم صائمين عن الذنوب والمعاصي نهارًا، وقائمين نتلوا كتاب الله العزيز ليلًا، فطوبى لمن عاش هذه اللحظات العظيمة بخشوع وإخلاص. يا لها من مشاهد جميلة تسعد العين برؤية المساجد عامرة بالمصلين، وتبهج القلوب بروحانيات الشهر المبارك، حيث تعم الصدقات بين الغني والفقير على حد سواء.
ومع وداع رمضان، أذكركم وأذكر نفسي بزكاة الفطر، فقد قال رسول الله ﷺ:
"فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات." (رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني)
كما أذكركم بأن عبادة الصيام لا تنتهي بانتهاء رمضان، فمن السنن العظيمة التي أوصى بها النبي ﷺ:
• صيام ستة أيام من شوال، حيث قال ﷺ:
"من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر." (رواه مسلم)
• صيام يومي الاثنين والخميس، فقد قال النبي ﷺ:
"تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم." (رواه الترمذي وصححه الألباني)
• صيام ثلاثة أيام من كل شهر، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
"صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله." (متفق عليه)
فرمضان مدرسة إيمانية، وليس غاية تنتهي بانتهائه، بل هو بداية جديدة لحياة مليئة بالطاعات، فالله عز وجل هو رب شعبان، ورب شوال، ورب كل الشهور، وليس رب رمضان فقط. فلنحرص على طاعته في كل زمان ومكان، كي نلقاه بقلب سليم ووجه أبيض كريم.
اللهم بيّض وجوهنا ووجوهكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، واجعلها في موازين حسناتنا وحسناتكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم.
أضف تعليقك...