
-
بقلم / د. عبدالحكيم بن محمد المغربي
-
جميع مقالات الكاتب
-
توعوي
الحمد لله الذي وعد عباده الصالحين بجنات النعيم، وجعل الأعمال الصالحة تجارة رابحة لا تبور، فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111].
القصر الأبدي الذي لا يفنى
في الدنيا يسعى الإنسان لامتلاك منزل أو قصر فاخر، وقد يُنفق عمره كله لتحقيق ذلك، لكنه في النهاية يتركه ويرحل. أما في الآخرة، فهناك قصر أعظم وأبقى، أعدّه الله لعباده المؤمنين، حيث قال النبي ﷺ: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه" [رواه أحمد والترمذي].
طريقة السداد الميسرة
للحصول على هذا القصر العظيم، ليس عليك دفع مال، بل هو متاح لكل مؤمن بأبسط الطرق:
• طريقة الدفع: قراءة سورة الإخلاص عشر مرات يوميًا، كما قال النبي ﷺ:
"من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات بُني له بيت في الجنة" [رواه أحمد وصححه الألباني].
• المدة: من الآن حتى نهاية حياتك في الدنيا.
• الموقع: الجنة التي وصفها الله بقوله: ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [التوبة: 100].
• التسليم: في اليوم الموعود، يوم القيامة، حيث قال تعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الشعراء: 90].
المقاولون: ملائكة الله
هذا البناء الفاخر يشرف عليه ملائكة الرحمن، الذين قال عنهم الله: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
المعاينة والاستلام
• ستعاين هذا القصر بنفسك عند مغادرتك الدنيا، حين يقول الله: ﴿فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: 22].
• قبل الدخول، ستتم مراجعة أقساطك التي دفعتها (أعمالك الصالحة وإخلاصك لله).
مجاورة الصالحين في دار السلام
ستحظى بجوار النبيين والصديقين والصالحين، كما قال تعالى: ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ [النساء: 69].
هيا للعمل من أجل الآخرة
أيها الأحبة، هذه فرصة ذهبية لا تتكرر، فاغتنموها قبل فوات الأوان. اللهم اجعلنا من أهل الجنة، واحشرنا في زمرة النبي محمد ﷺ، واجعل لنا قصورًا في جنات النعيم.
﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ [يس: 58].
أضف تعليقك...