
-
بقلم / د. عبدالحكيم بن محمد المغربي
-
جميع مقالات الكاتب
-
توعوي
أخي الحبيب، أختي الكريمة في الله، اجعلوا معظم أعمالكم، إن لم تكن كلها، من أجل إرضاء الله ورسوله ﷺ، وتأكدوا تمامًا أن الله جل في علاه سوف يوفقكم في جميع أموركم ما دامت النية خالصة لوجهه الكريم، مع اتخاذ الأسباب والسعي في الأرض بما يرضيه. فهو القادر والمعين والناصر والقاهر، وهو الذي يرفع من يشاء ويذل من يشاء، بيده ملكوت السماوات والأرض.
ثقة المؤمن بحكمة الله
لا تجعلوا عقولكم القاصرة تحاول إدراك حكمة الله في تدبير أموركم، فسبحانه هو الذي يدبر أمر الكون بحكمته وعلمه الواسع. قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216).
انظروا كيف أهلك الله الطغاة والمستبدين بطرق لا تخطر على بال بشر! عندما تجبر فرعون: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} (النازعات: 24)، واستعبد بني إسرائيل، وقتل أبناءهم، لم يكن هلاكه بجيش أعظم منه، بل كانت إرادة الله أن يربي عدوه موسى في بيته! قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص: 7).
هل يتخيل عقل بشري أن أمًّا خائفة على رضيعها تلقيه في البحر؟ لكنه أمر الله، وكانت النتيجة أن فرعون نفسه هو الذي ربى موسى في قصره، ليكون هلاكه على يديه لاحقًا.
الله يمهل ولا يهمل
وهكذا أهلك الله النمرود المتكبر بحشرة صغيرة دخلت أنفه، فأصبح يضرب نفسه بالحذاء طلبًا للراحة، وهذا مصداق قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (يونس: 44).
فالله سبحانه وتعالى يُمهل الظالم لكنه لا يهمله، ويأخذه أخذًا عزيزًا مقتدرًا.
كن مع الله ولا تركن إلى المخلوق
لا تتعلق بعبد ضعيف، مهما كان منصبه أو قوته، فهو بشر، يمرض ويموت، ويضعف ويحتاج. قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} (الفرقان: 58).
فكن مع الله المعين، المعز، القادر على كل شيء، وثق أن من كان مع الله فلن يضيعه الله أبدًا.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، الذين لا يخافون إلا منك، ولا يرجون إلا رضاك، واجعلنا ممن قلت فيهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس: 62).
أضف تعليقك...