
-
بقلم / مرضيه بنت حسن الصحبي
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
قال الله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. (الشعراء: 80)
الإنسان وما أدراك ما الإنسان، مخلوق قد أبدع الله في صنعه؛ متكيف مع جميع الظروف يتعلم مما يعيشه ويواجه بل يبحث ويبتكر، فحينما خلق الله الخلق أوجد لكل شيء شيئا يرادفه ويقابله مما يشكل التوازن في هذا الكون، فالصحة يقابلها المرض، سعادة وحزن، قناعة وجشع، أرض وسماء، صيف وشتاء.
وجعلنا متشابهون مختلفون لهذا وجب أن نكون عونًا لبعضنا وسندًا لأرواحنا، منذ الصغر نسمع الشيوخ عبر منابرهم يقولون: (اللهم لا تجعل الدينا أكبر همنا)، فكنت أردد دون تفكير أقولها صدقًا مما نعيشه في الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان العادي. ففي السابق كنت أعبر في الشارع العام الذي يكون أمام مركز لم أفكر فيه! وماذا يوجد داخله؟ كنت أعبره بشكل يومي تقريبًا، لكن لم أفكر لجزء من الثانية فيه وهذه الحقيقة أثرت فيني وجعلت الكثير من الأسئلة في قتال.
وبمرور الأيام وبدون سابق إنذار وجدت نفسي واقفة أمام هذا الباب وبيدي مجموعة من الأوراق الطبية وأنا مثقلة بالأفكار والأسئلة ما بين ماذا حدث؟ ولماذا؟ وما الذي يحدث؟
لكن ما أن بدأت الرحلة في هذا العالم الذي أجهله ومجبرة أن أتعايشه، رأيت داخله عبارة عن مركز صغيرة لكن عالم كبير بطاقمه الطبي والإمكانيات التي يقدمها بأضعاف حجمه، عالم آخر بالأمس أمر بجانبه مرور الكرام واليوم أحد أفراد عائلته؛ انتشلوني من الحيرة والألم، تفاعل معي ساندني.
رأيت صبر التمريض وكيف يسارعون لمساعدتنا في حال سمعوا شكوانا أو تذمرنا، خففوا العبء عنا بعد الله، رغم ضغوطاتهم ألا انهم أدخلوا السعادة في قلوبنا، خففوا ما بنا، جهود جبارة، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم عن العلاقة الإنسانية التي تجمع بين المؤمنين: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).
ولهذا أتعجب من نفسي حين أقول (بالأمس كنت أجهل هذا المكان واليوم أحد أفراده عائلته المليئة بالأمل والإخلاص)، يمتلكون قوة الإيمان.. ابتسامات.. ودعوات قلبية جميلة تجبر النفس، أصدقاء لا يقدرون بثمن، دائمًا يتفقدون بعضهم ويعرضون تجاربهم للفائدة ويتبادون الهدايا.
في نظري... لا أجد كلمات شكر كافية لما يقدمونه لنا، ولا أجد عبارات تعبر عن مدى سعادتي لهذه العائلة، حقيقة أفتخر بوجودهم وأظهر هذه الحقيقة بأني بالأمس لم أكن أرى، واليوم أسمع وأرى، والفضل يعود لهم أصدقائي والحياة ليس فقط ركض وراء تحقيق الأهداف فقط أنما هناك عالم جسور يمدك بالقوة في ضعفك، وبالأمل في حزنك، فيزداد إصرارك لتحقيق كل ما تريد فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. (سورة الحجرات: 13).
أكرر شكري وتقديري لمركز وحدة الكلى بمحافظة الليث بمن فيهم الدكتور محمود والدكتورة هبة وطاقم التمريض الرائع ولأصدقائي شكر خاص لأولئك الذين غيروا مسار حياتي.
أضف تعليقك...