-
بقلم / ندى بنت محمد صبر
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
في سكون الليل حياة لفتيات أصبح التسكع اختيارًا لهن، لم يعد التسكع قاصرا على الشباب الذكور، بل تعدا الأمر ليصل إلى الفتيات، فتشاهدهن يتسكعن في الشوارع والطرقات والمكوث في الكفيهات، يخرجن ليلا نحو المجهول، لا يعرفن مصيرهن، وما الذي قد يواجهن، والشباب عندما يرون فتاة متسكعة ومتبرجة، تمشي لوحدها في منتصف الليل، يداخلهم الفضول حولها، ولذلك يبدأ في مضايقتها ويتحرش بها، وتصبح صيداً سهلاً عند بعضهم.
فالحرية وخروج الفتاة في هذه الأيام ليلاً، تعدى حدود المألوف، بحيث تضر نفسها، وسمعتها وتضرب عرض الحائط القيم والمبادئ، والعادات التي تربت عليها، وللأسف إذا لم تكن لديها إيمان وقناعة داخلية ذاتية، لن يستطيع أحد مهما كانت سلطته، منعها من الخروج وهنا يكمن دور الأسرة، في أن تكون الأسرة واعية بمفهوم الحرية، فلا تمنح الحرية لدرجة أن تخرج الفتاة في أي وقت بدون حسيب أو رقيب، ولا تصل إلى الكبت والتشدد، فلابد من إيجاد التوازن، بحيث لا يصل إلى الإخلال بالتربية والإنفلات، ولا معاملة تسلط وتشدد، إنّ التربية الحسنة وغرس الرقابة الذاتية (الوازع الديني)، هو أهم من إخضاعها للرقابة، لأنّ الرقابة الذاتية، والقيم والخوف من الله، هو الذي سيبقى دوما معها وهو حصن حصين، وستعرف كيف تحافظ على نفسها.
أيضا الأم لها الدور والمسؤولية الأكبر، يجب أن تصاحب ابنتها، وتتقرب منها، وتكون قدوة حسنة لها، وأن تعرف الأم أين تذهب ابنتها؟ ومن هم صديقاتها؟ وكيف يقضين أوقاتهن؟
معتبراً أنّ هذا لا يتعارض مع مفهوم الثقة أبداً، ولكنها من الأمور الهامة؛ حتى لا تحدث ما لم يحمد عقباه، خاصةً أنّ الفتاة لم تكتمل لديها الخبرة في الحياة، وسمعنا الكثير عن بنات الليل، وغرضهن وسلوكياتهن، تجردن من خوف الله، تخلين عن قيمهن الإنسانية، أصبحن بضاعة رخيصة بدون قيمة، وحاشا لله أن يصبحن بناتنا منهن بل هن زهرات الليل، فقط اختلط عليهن مفاهيم خاطئة، تحتاج لتصحيح وتوجيه.
ختاما..
لدينا طاقات شبابية مهدرة، تحتاج لمزيد من التوجيه، لذلك يجب وضع برامج وأنشطه لهم من قبل الجهات المسؤولة، لرعاية الشباب وإيكال لهم مهام، يبتكرون ويبدعون، من خلالها، ويجدون أنفسهم فيها، أيضا مساعدتهم في إيجاد العمل، وحل مشكلة البطالة، وترويجهم لمنتجات ومنشورات دعائية، استغلال لأوقاتهك ولاكتسابهم خبرة للعمل خاصة في مجال التسويق، إيجاد آلية مناسبة لتشجيعهم على التطوع، كل حسب تخصصه وقدراته وإمكانياته.
في الختام، أتمنى أن أكون وفقت في بيان أهميه الموضوع، وأضفت حلولًا واقعية لمعالجة مشكلة، لا يعاني منها أسرة واحدة فقط، بل تعرقل مجتمع بأكمله.
أضف تعليقك...