الاثنين 2025-04-07
الآية - 02 - سورة النّور ، اللقاء،(02)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين (2)
الزنى : هو الجماع بين الرجل والمرأة اللذين لا يحل أحدهما للآخر، والمخاطب هنا هو الحاكم والأمراء، فهم المعنيون بإقامة الحدود، وقدم ذكر الزانية على الزاني، لأنه أشد في تحذيرها، ولأن المرأة لو منعت نفسها وتعففت لما وجد مريض القلب من الرجال إلى الزنى تمكيناً، كما أن المرأة موضع الطهر الذي ينبغي ألا يدنس بالقاذورات التي تخلط الأنساب، وتضيع الحقوق، وتفسد النسل، وتسبب انتشار الأمراض المؤذية المعدية، والجَلد : الضرب بسير من جلد، وهو مشتق من الجِلد لأنه يُضرب عليه، (فَٱجلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنهُمَا مِاْئَة جَلدَة)، الآية ظاهرها العموم في المسلمين والكافرين، وفي الأحرار والعبيد والإماء، و في المحصن وغير المحصن - وهناك تفصيل عن الأمور المتعلقة بإقامة حد الزنى، وللعلماء والفقهاء أقوال، فليرجع إليها من أراد معرفتها - (وَلَا تَأخذكم بهِما رأفة فِي دِين ٱللَّهِ)، أي بتعطيل إقامة الحدود، أو بالتخفيف، بسبب القرابة والمحسوبية، لأن الحدود إنما شُرعت رحمة بالمؤمنين، لأنها "جابرة زاجرة" فهي جابرة: لأنها تطهر النفس من دنس المعصية، وتخلصها من عذاب الآخرة، وزاجرة: لأنها تزجر وتكبح جماح النفوس التي لا تصغي لآيات الله تعالى- والحكمة والموعظة الحسنة. (وَليَشهَد عَذَابَهُمَا طآئِفة مِّنَ ٱلمؤمنِين)، وذلك لأن النفس الأبية تخشى الفضيحة، فيكون زجرها بشهادة الناس أشد عليها من الضرب، ولأن في المشاهدة عبرة لمن يعتبر !
أضف تعليقك...