1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

﷽

 سورة أنزلنها وفرضنها وَأَنزَلنَا فِيهَا ءايت بيِنت لعلكُم تَذكرُونَ (1)

(سُورَة أنزلنها) : أي إن هذه سورة أنزلها الله تعالى- كما أنزل غيرها من سور القرآن، إلا أنه خصها بالذكر تعظيماً لشأنها، وهذا افتتاح  لم تشترك معها فيه سورة أخرى من السور، والسورة القرآنية : تعني مجموعة من الآيات المسرودة، لها بداية ونهاية، وسور : من سَوَّرَ، وتطلق فى الأصل على المنزلة السامية، وسميت بذلك لرفعتها وعلو شأنها، أو من السّور لإحاطتها بالآيات القرانية إحاطة السور بما يكون بداخله، (وَفَرَضنَهَا)، بتخفيف الراء: أي أوجبنا ما فيها من الأحكام، وقدرنا ما فيها من الحدود، وألزمناكم العمل بها، كما تُقرأ بتشديد الراء، وفرّضناها: بمعنى فصلناها وبيّناها، والتشديد كذلك يفيد التكثير، لكثرة مافيها من الفرائض، أي أنزلنا فيها فرائض متعددة، وقوله:(أَنزَلنهَا وَفَرَضنَهَا)، لبيان أن الغرض منها ليس مجرد الإنزال وإنما الإنزال المصحوب بوجوب تنفيذ الأحكام والآداب التى اشتملت عليها، والتى أنزلت من أجلها. (وَأَنزَلنَا فِيهَآ آيَات بَينَات)، ذكر الخاص بعد العام، لكمال العناية بشأنها، والمعنى: وأوجبنا ما فيها من أحكام وآداب وتشريعات إيجابا قطعيا، وأنزلنا فيها آيات بينات واضحات، ليس فيها مشكل، (لعَلكُمْ تَذَكرُونَ)، أي لتتذكروا وتعتبروا بها، وتنفذوا ما اشتملت عليه من أمر أو نهى. جاء في بعض الآثار أن عمر رضي الله عنه أمر بتعليمها للنساء، فكتب إلى عماله : "تعلموا سورة براءة، وعلموا نساءكم سورة النور " ومقصود هذه السورة هو بيان أحكام العفاف والستر !