السبت 2025-04-05
الآية - 77 - سورة الفرقان، اللقاء (44)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قُل مَا يَعبَؤُاْ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَآؤُكُم فَقَد كَذَّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزَامَۢا (77)
يختتم الله تبارك وتعالى هذه السورة المباركة، ببيان السر العظيم، والمفتاح الكبير لكل خير للإنسان في حياته الدنيا وفي الآخرة، ألا وهو الدعاء، فكأنه سبحانه يقول: يا من تريد أن تدرك عباد الرحمن بالفضل الذي آتاهم الله إياه، والمنزلة التي أوصلهم إليها، والصفات الحميدة، والخصال الحسنة، التي جاء ذكرها في الآيات السابقة، فعليك بالدعاء، (قُل مَا يَعبَؤُاْ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَآؤُكُم)، وللمعنى ثلاثة أوجه، منها أن الدعاء بمعنى الاستغاثة، أي أن الله لا يبالي بكم أيها الناس، ولكن يرحمكم إذا استغثتم به ودعوتموه، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِي أَستَجِب لَكُم ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، كما يحتمل المعنى أن الدعاء هنا بمعنى العبادة، أي أن الله لا يبالي بكم أيها الناس لولا عبادتكم له، (وَمَا خَلَقتُ ٱلجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ)، والاحتمال الثالث للمعنى: أنه خطاب للكفار خاصة، أي ما يعبأ بكم ربي لولا أن يدعوكم إلى دينه، والدعاء على هذا المعنى يكون: الأمر بالدخول في الدين، (فَقَد كَذَّبتُم)، المقصود بالخطاب هنا الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض من المسلمين الذين يعرضون عن آياته ويتخذونها هزوا ولا يستجيبون لأمر ربّهم، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، فأولئك يتوعدهم سبحانه بالعذاب العاجل في الدنيا، أو قد يمهلهم ليوم تشخص في الأبصار، بعذاب يلازمهم ولا ينفك عنهم، (فَسَوفَ يَكُونُ لِزَاماً)، أي سوف يكون العذاب لزاماً ثابتاً عليهم، نسأل الله العافية والسلامة!
تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة!
أضف تعليقك...