الجمعة 2025-04-04
الآيات 75- 76 سورة الفرقان، اللقاء، (43)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)
لقد تقدم ذكر صفات عباد الرحمن، بإحدى عشرة خصلة هي: التواضع، والحلم، وقيام الليل، والخوف، وترك الإسراف والإقتار مع التوسط في الإنفاق، والتنزه عن الشرك، والزنا، وقتل النفس، والتوبةُ، ولا يشهدون الزور، ويتذكرون بآيات الله- ويهتمون بأزواجهم وذرياتهم ويدعون ربّهم بأن يجعلهم وإياهم للمتقين إماما؛ لأنهم أسلموا قلوبهم، وأخلصوا النية وأحسنوا العمل، واتبعوا آيات ربّهم- وسنة رسوله - فهداهم لتلك الخصال الحميدة الكريمة، ويسرها لهم وسهل عليهم الالتزام بها، وآتاهم تقواهم، (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)، قيل: آتاهم الخشية، وثواب تقواهم في الآخرة، ووفقهم للعمل الذي فُرض عليهم، وبين لهم ما يتقون، وأعانهم بالعزم على الطاعات، وفي الآخرة وعدهم بالغرفات: وهي أعلى منازل الجنة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ ؟ قَالَ: بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ".
(بِمَا صَبَرُواْ)، بسبب صبرهم على طاعته، وبعدهم عن معصيته، ويلقون في تلك المنازل الرفيعة، (تَحِيَّةً وَسَلاَماً)، عن ربهم - عز وجل - ومن ملائكته الكرام، وعلى أنفسهم، (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا)، وهم خالدون في أحسن مستقر لهم في الجنة، وأحسن مُقام لهم يوم يقوم الحساب.
أضف تعليقك...