الخميس 2025-04-03
الآية ( 74 ) سورة الفرقان، اللقاء (42)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَٱلَّذِينَ يَقُولونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزوَجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعيُن وَٱجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
لقد مضت الآيات بذكر صفات عباد الرحمن، على أربعة أقسام، قسم هو من التحلّي بالكمالات الدينية، وقسم من التخلّي عن ضلالات أهل الشرك، وقسم من الاستقامة على شرائع الإسلام، وقسم بطلب الزيادة من صلاح الحال في هذه الحياة، كما في هذه الآية، وهي الصفة الحادية عشر، (وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزوَجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعيُن)، دعاء جامع للكمال في الدين واستقامة الأحوال في الحياة، وقيل: معناه اجعل أزواجنا وذرياتنا مطيعين لك، وقيل: أدخلهم معنا الجنة، واللفظ أعم من ذلك، وأعظم ماتقر به العين في الأبناء والأحفاد والذرية هو أن يكونوا مطيعين لله عز وجل - فبها تمام النعمة والسعادة في الدنيا والآخرة، وقرة العين لها معنيان، بمعنى استقرارها وراحتها، وتعني أيضًا برودتها، وكلاهما ينطبق على الهدف المقصود، وهو أنه عندما ينظر الإنسان إلى زوجه وذريته ترتاح نفسه، وتستقر عينه وتبرد، لما يتمتعون به من صفات الكمال والجمال، (وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، الإمامة: الزعامة والرئاسة، أي اجعلنا قدوة للمتقين الذين هم صفوة الخلق، فيطمحون بأن يكونوا هم وذرياتهم أئمة وقدوات صالحة، يقتدى بهم في الخير، فالاهتمام بالذرية والدعاء لهم والحرص على تنشئتهم النشأة الصالحة هي من أعظم اهتمامات عباد الرحمن، ويعلمون بأنهم أمانة في أعناقهم، فيتقربون بهم إلى الله - بأن يجعلوا منهم القدوات الصالحة في المجتمع، ويرغبوا بأن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أولادهم وذرياتهم من بعدهم، كما أنهم يرغبون بأن يكون هداهم متعديا إلى غيرهم من الناس بالنفع، بمختلف جوانب الخير في الحياة، سواءً في أيام حياتهم أو من بعد مماتهم، وباستمرار ثواب أعمالهم الصالحة من خلال أعمال من يقتدي بهم من عباد الله - المتقين، لأنهم بهذا الاقتداء يكونون أكثر ثوابًا، وأحسن مآبًا، (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)!
أضف تعليقك...