الأربعاء 2025-04-02
الآيات 72- 73 سورة الفرقان، اللقاء، (41)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)
الزور: الكذب والباطل والتهمة، ومنها قول الزور وعمل الزور وسماع الزور ومشاهدة الزور وشهادة الزور، والمراد: الميل أو الاعوجاج، أي كل ما مال عن الحق وزاغ عنه، مما لا يرضي الله - من القول أو العمل، وعباد الرحمن ينزهون أنفسهم من الزور، فلا يشهدون بشهادة الزور، ولا يشهدون عقود الزور، ولا يشهدون أماكن الزور، ناهيك عن أن يمارسوه أو يهتموا به أو يسعوا في إقامته والاعتناء به، مثل أماكن اللهو المحرم أو الشراب والطعام المحرم، أو المعاملات المحرمة، أو الأماكن التي تصد وتلهي عن ذكر الله - وإقامة أمره وشرعه، قال عليه الصلاة والسلام : "ألا أخبرُكُم بأَكْبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدَينِ، وشَهادةُ الزُّورِ أو قَولُ الزُّورِ قالَ: فما زالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يقولُها حتّى قُلنا لَيتَهُ سَكَتَ"، أي تمنوا لو أنه سكت رحمة به.
(وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ)، اللغو يطلق على الكلام الذي لا فائدة فيه ولم يبلغ درجة الزور، إلا أنه قد يؤدي إليه.
(مَرُّوا كِرَامًا)، الكرامة: النزاهة ومحاسن الخلال، وضدها اللؤم والسفاهة، فيمرون كرماء غير متلبسين باللغو، أما السفهاء فإذا مروا بأصحاب اللغو أنِسُوا بهم، وسعدوا، وشاركوهم في لغوهم. كما أنهم.
(إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ)، أي إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً، فاستجابوا لأمرها ونهيها، كما أنهم، (لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)، كما يفعل المجرمون، بل، (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)، أي يسقطون خضوعا لله عز وجل- وإيمانا وتصديقا بكتابه ورسوله - فيزيدهم سبحانه- خشوعا، أي: إيمانا وتسليما، وذلك لشدة تمسكهم وتعلقهم بربّهم، أما المعرضون عن آياته، فقد طُبع على قلوبهم بظلمهم وإجرامهم، فلا يخرون لربّهم ولا يذّكرون، (وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ).
أضف تعليقك...