• icon لوحة التحكم
  • icon يوم الإثنين 8 شوال 1446 هـ

icon الثلاثاء 2025-04-01

الآيات 70-71 سورة الفرقان، اللقاء، (40)

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

الآيات 70-71 سورة الفرقان، اللقاء، (40)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)

فائدة:

من أقوال الشيخ ابن عثيمين، يرحمه الله تعالى:

س. ما صحة حديث التائب من الذنب كمن لا ذنب له؟

الجواب: "الشيخ" لا أعلم عن صحته بهذا اللفظ؛ لكن لا شك أن التائب من الذنب، إذا كانت التوبة نصوحاً؛ فإن هذا الذنب لا يؤثر عليه؛ بل ربما يزداد إيماناً وعملاً صالحاً بعد التوبة، ويكون بعد التوبة خيراً منه قبلها، ألا ترى إلى قول الله تعالى: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾ وكل هذه من الكبائر العظيمة؛ شرك، وقتل النفس عمداً بغير حق، وزنا، ففيه اعتداء على حقا لله، وعلى حق المخلوق بالنفس، وعلى حق المخلوق بالعرض، ومع ذلك يقول تعالى: ﴿ومن يفعل ذلك يلقى آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً﴾.

وألا ترى إلى آدم حيث حصل منه ما حصل بأكل الشجرة التي نهاه الله سبحانه وتعالى عن أكلها قال تعالى: ﴿فعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ فحصل له الاجتباء، والتوبة، والهداية.

والتوبة من الذنوب واجبة ويجب المبادرة بها؛ لأن لا يحضر الإنسان أجله، فلا تنفعه التوبة، ويحسن بنا أن نذكر شروط التوبة النصوح، فنقول: التوبة النصوح لها خمسة شروط:

الشرط الأول: الإخلاص لله تعالى بها، بحيث لا يحمله على التوبة الخوف من الناس، أو مراءات الناس، أو الوصول إلى منصب، أو ما أشبه ذلك فتكون توبته لله عز وجل - فراراً من عقابه ورجاءً لثوابه.

الثاني: الندم على ما وقع منه من الذنب بحيث يشعر في نفسه تحسراً وغماً لما حصل منه، حتى يمتثل قلبه لله عز وجل، وتخضع نفسه لله، وتذل لله عز وجل - بندمه على ما صدر منه.

الشرط الثالث: الإقلاع عن الذنب، فلا توبة مع الإصرار على الذنب، فالتوبة مع الإصرار على الذنب نوعٌ من السخرية، فإذا أراد الإنسان مثلاً أن يتوب من الربا، ولكنه يمارس الربا مستمرٌ عليه؛ فإن دعواه التوبة منه كذب؛ وهي إلى الاستهزاء بالله أقرب منه إلى تعظيم الله، ولو أراد الإنسان أن يتوب من شرب الخمر، ولكنه يمارس شرب الخمر؛ فإن توبته لا تصح؛ لأنه كيف يكون صادقاً في توبته، وهو يفعل الذنب، أو أراد أن يتوب من غيبة للناس، ولكنه يغتابهم فالتوبة لا تصح؛ لأنه لا بد أن يقلع عن الذنب، أو أراد أن يتوب من غصب أموال الناس ، وأموالهم عنده، ولم يردها عليهم، فكيف تصح توبته؟

الشرط الرابع: العزم على ألا يعود في المستقبل؛ يعني بأن ينطوي قلبه على أنه لا يعود إلى هذا الذنب أبداً؛ فإن قال: إنه تائب، وهو بنيته أنه متى سنحت له فرصة فعل هذا الذنب، فإنه ليس بتائب؛ بل لا بد من أن يعزم على ألا يعود في المستقبل؛ فإن عاد في المستقبل بعد أن عزم ألا يعود؛ فإن توبته الأولى لا تفسد؛ لكن لا بد من تجديد التوبة.

الشرط الخامس: أن تكون قبل حضور الأجل، فإذا بقي الإنسان مصراً على المعصية حتى حضره الأجل، فتاب، فإنه لا يقبل منه ذلك؛ لقول الله تعالى: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن﴾ وكذلك لا تصح التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".

فبهذه الشروط تكون التوبة نصوحاً مقبولة عند الله تعالى.

 

 

أضف تعليقك...

جارى التحميل ....
  • 8637 زيارات اليوم

  • 49669229 إجمالي المشاهدات

  • 3026885 إجمالي الزوار

Loading...