الاثنين 2025-03-31
الآيات 70-71 سورة الفرقان، اللقاء، (39)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
الحمد لله الذي جعل أبواب التوبة مفتوحة لعباده، ولم ييئسهم من رحمته، بل يفرح بتوبتهم ويدعوهم إليها، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وقال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ اللهَ تعالى يَبسطُ يدَهُ بالليلِ ليتوبَ مُسِيءُ النهارِ، ويبسُطُ يدَهُ بالنَّهارِ ليتوبَ مُسِيءُ الليلِ، حتى تطلُعَ الشمسُ من مغرِبِها"، فمن تاب منهم، (وَآمَنَ)، أي أتبع توبته بتجديد إيمانه، لأن الإيمان يخرج من القلب عند ارتكاب كبائر الذنوب والمعاصي.
جاء في الحديث: "لا يَزْني العبدُ حينَ يَزْنِي وهو مؤمنٌ، ولا يَشْرَبُ الخمرَ حينَ يَشْرَبُها وهو مؤمنٌ، ولا يَسْرِقُ وهو مؤمنٌ، ولا يَقْتُلُ وهو مؤمنٌ"، قالَ عِكْرِمَةُ: قُلتُ لِابْنِ عَبّاسٍ: كيفَ يُنْزَعُ الإيمانُ منه؟ قالَ: هَكَذا؛ وَشَبَّكَ بيْنَ أَصابِعِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَها، فإنْ تابَ عادَ إِلَيْهِ هَكَذا، وَشَبَّكَ بيْنَ أَصابِعِهِ"، ثم يتبع توبته بالأعمال الصالحة، (وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا)، قال عليه الصلاة والسلام: (وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحُها)، فإنه تعالى - يقبل توبته، (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، ومع ذلك فإنه سبحانه - يبدل سيئاته حسنات، "قيل: يوفقهم الله لفعل الحسنات بدلاً عما عملوا من السيئات، وقيل: إن هذا التبديل في الآخرة: يبدل عقاب السيئات بثواب الحسنات" لأنهم قد تابوا، (إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)، أي مقبولاً مرضياً عند الله - توبة صادقة، بشروطها، وهي أن تكون خالصة لوجه الله تعالى - بعد الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، مع إعادة الحقوق لأصحابها إن كان الذنب يتعلق بالآدميين.
أضف تعليقك...