الأحد 2025-04-13
الآيات 14 - 18 سورة النّور ، اللقاء،(08)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
بعد أن بيّن سبحانه وتعالى - ما في خبر الإفك من تَبعات لحق بسببها للذين جاؤوا به والذين تقبلوه، التوبيخ والتهديد، وافتضاحٌ للذين روّجوه وخيبةُ أمل لهم بنقيض قصدهم، وانتفاعٌ للمؤمنين بذلك، وبيّن أنه لا يُحسب شراً للمؤمنين، بل هو خير لهم، وأن الذين جاؤوا به ما اكتسبوا به إلا إثماً، ونعى على المؤمنين تهاونهم وغفلتهم عن سوء نية مختلقيه، وكيف أنهم غفلوا عن حسن الظن بمؤمنة محصنة عفيفة، فلم يفندوا الخبر، واقتحموا بذلك ما يكون سبباً للحاق العذاب بهم في الدنيا والآخرة، وكيف حسبوه أمراً هيّناً وهو عند الله عظيم ، وأعقب ذلك كله بتحذير المؤمنين من العود إلى مثله من المجازفة في التلقي، ومن الاندفاع دون التبصر في عواقب الإقدام. (يعِظكمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثلهِ أَبَدًا )، والوعظ : هو الكلام الذي يطلب به من المخاطب تجنب أمر قبيح، ويعظكم بمعنى يحذركم الله - في العود لمثله أبداً، وقوله: (إِن كُنتُم مُّؤمِنِينَ)، تهييج لمشاعرهم، وإلهاب لإيمانهم يبعث على حرصهم على أن لا يعودوا لمثله، لأنهم حريصون على إثبات إيمانهم، فالشرط في مثل هذا لا يقصد به التعليق - أي إن لم تكونوا مؤمنين فعودوا لمثله - ثم أنه لو تكلم أحد في الإفك بعد نزول هذه الآيات معتقداً وقوعه، فقد خالف القرآن الكريم - والمراد بالمخالفة إنكار ما جاء به القرآن نصاً في قضية الإفك، وتواتر أن الآيات نزلت في شأن عائشة رضي الله عنها، وقد برأها الله عز وجل- بنصوص قرآنية لا تقبل التأويل - وللعلماء أقوال في هذا الأمر، ومن رغب الاستزادة، فله الرجوع إليها
أضف تعليقك...