الأربعاء 2025-02-12
الآيات (221-223) سورة الشعراء، اللقاء (28)
تأملات في مغزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}.
بعد أن نفى سبحانه علاقة الشياطين بالقرآن الكريم، وبيّن أن مهمة الشياطين هي صد الناس عن القرآن وعن ذكر الله، في حين أن القرآن يدعو إلى الهدى وإلى طريق الله المستقيم، وشتان بين الظلمات والنور، وبين الضلالة والهدى، وهو بهذه الآيات يُنبئنا عز وجل على من تنزّل الشياطين، وفي هذا ردّ على من قال إن الشياطين تنزلت بالقرآن على نبيّنا محمد، لأنها لا تنزل إلا على كل أفاك أثيم، ورسول الله معصوم ومعروف بالصدق والأمانة، كما أن الشياطين ليس لهم سلطان على المؤمنين الذين هم على ربّهم يتوكلون، {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}، إنما، {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ}، والأفاك الكذاب، والأثيم الفاعل للإثم، يعني بذلك السحرة والكهان، {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا قَضى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ على صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتّى يُلْقِيَها على لِسانِ السّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ)، والحكمة في ذلك: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}.
أضف تعليقك...