الريادة في الحياة: خطوات نحو القمة


الأربعاء 2025-01-22

الحلقة الخامسة

معوقات الريادة:

الريادة ليست نصيبًا لمن يفقد توازنه ويسقط قبل الوصول إلى قمم المجد. فالفشل أحيانًا يكون نتيجة غياب التخطيط السليم وعدم الاعتماد -بعد توفيق الله تعالى- على:

1. معلومات كافية.

2. خبرات متراكمة.

3. قدوات صالحة ترشد الطريق.

إن هذه الأسباب تمثل سنة الله في تحقيق التمكين، كما قال تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (الكهف: 84).

أي أن العلم والمعرفة هما مفتاح النجاح، يرافقهما السعي الدؤوب كما في قوله: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (الكهف: 85).

الاستعجال وأثره السلبي:

الريادة ليست لأولئك الذين يتعجلون النتائج، فيقفزون إلى القمة دون بناء ركائز صلبة أو إعداد مقومات حقيقية للنجاح. هؤلاء سرعان ما يسقطون، لا سيما إذا تسلقوا سلم المجد بلا وعي، ليجدوا أنفسهم في القاع، لا قدر الله.

صعود السلم بخطى ثابتة:

لتحقيق الريادة في الحياة، لا بد من:

1. اتباع خطوات مدروسة: الارتقاء بسلم النجاح درجة بعد أخرى، دون تسرع أو قفز.

2. تعزيز الوعي والثبات: لتحقيق ديمومة النجاح والاستمرار على القمة.

3. الاعتماد على الأسباب المادية والمعنوية: وفقًا لسنة الله في الكون.

مراحل الريادة:

تمر الريادة بثلاث مراحل رئيسية:

1. مرحلة الرواد المبتدئين:

• البداية بتعلم المهارات الأساسية.

• اكتساب الخبرات العملية والمعرفية.

2. مرحلة الرواد المخضرمين:

• الانتقال من الممارسة إلى التمكن.

• الجمع بين التجربة والنضج الفكري والمهني.

3. مرحلة الرواد المتمرسين:

• هؤلاء هم القدوات، يتصدرون مجالاتهم في مختلف القطاعات، سواء التجاري، الصناعي، المهني، المدني، العسكري، وغيرها.

• يتميزون بالخبرة العميقة، والرؤية الاستراتيجية.

أهمية التجارب في بناء الريادة:

من خلال التجارب المتنوعة نستخلص دروسًا مهمة:

قصص عايشناها: تجارب واقعية أسهمت في تعزيز الوعي بالنجاح.

قصص سمعناها أو تخيلناها: توفر رؤية مستقبلية للتحولات والتحديات.

قصص نتوقعها ونسعى لتجنب أخطائها: تساهم في التخطيط الاستباقي وتلافي العقبات.

الهدف من هذه الرحلة:

التنوير للمبتدئين، والإفادة للمخضرمين، والتذكير للمتمرسين، كما قال الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات: 55).

نسأل الله أن يلهمنا السير بخطى ثابتة نحو قمم المجد، وأن يجعلنا قدوات ناجحة تساهم في بناء الفرد والمجتمع.

نكمل في اللقاء التالي -إن شاء الله تعالى-.