|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
فَلَمَّا تَرَءَا ٱلجَمعَانِ قَالَ أَصحَبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّآ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ (62) فَأَوحَينَآ إِلَى مُوسَى أَنِ ٱضرِب بِّعَصَاكَ ٱلبَحرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرق كَٱلطَّودِ ٱلعَظِيمِ (63) وَأَزلَفنَا ثَمَّ ٱلأٓخَرِينَ (64) وَأَنجَينَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغرَقنَا ٱلأٓخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (68) محور تأمّلنا:- (كَلَّآ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ )، معية الله تعالى- لعباده آثارها باهرة ظاهرة نسأل الله - أن ننال فيضها وعطاءها، وهي نوعان: عامة، وخاصة، فالعامة: تعني العلم والإحاطة، والرزق والتدبير والرعاية،(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). أما الخاصة: فيمنحها الله تعالى- لأنبيائه ولعباده المؤمنين، (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، فالتقي المحسن المتمسك بكتاب الله- المحافظ على الأوامر والنواهي في معية الله عز وجل- يحفظه ينصره يؤيده يدبر أمره يشرح صدره يعصمه من شياطين الإنس والجن يفرج همه يكشف غمه ويرزقه من حيث لا يحتسب، فتراه لا يخاف من عدوه ولا من القلة أو الذلة، ولكن يخاف من ذنوبه وتقصيره في جنب الله - لأنه يعلم أن ذنوبه ومعاصيه هي التي تفقده معية الله - وقد تجلت معيته عندما لحق فرعون وجنوده بموسى وقومه، وظنوا بأنهم مدركون وهالكون، فأحسن عليه الصلاة والسلام- ظنه بربّه - وقال :(كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ )، فنجاهم الله تعالى - بمعجزة شق البحر، وأغرق عدوهم، وفي ذلك آية عظيمة من آيات قدرة العزيز الرحيم! |