|
|||||||
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. "ربّنا تبارك وتعالى ما رأيناه، ولكن بالعقل عرفناه"، أي: بالتفكر في آياته القرآنية والكونية والتكوينية، نتعرف على عظمته ووحدانيته، فما من قوة ولا أمة ولو مهما بلغوا من الحضارة والتمكين في الأرض قادرون على أن يغيروا أو يبدلوا آية من آياته، والليل والنهار آيتان عظيمتان من آيات الله، ينتفع من تعاقبهما كل الكائنات، وبهما تسير عجلة الحياة، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}. {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} دعوة للتفكر، والاستفهام تقريري، والرؤية قلبية، والسرمد: الدائم الذي لا ينقطع، والمراد بجعل الليل سرمدًا: أن لا يكون الله خلق الشمس، فتكون الأرض مظلمة، والنهار سرمدًا: أن لا تغرب الشمس أبدًا، {مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ}، استفهام إنكاري، والناس معترفون بأن خالق الليل والنهار هو الله تعالى لا غيره، وهذا من أبدع الاستدلال على وحدانيته، وعلى صنعه العجيب الذي يدركه كل مميز، وفي نعمة تعاقبهما يتحقق السعي لاكتساب الأرزاق في النهار، والسكون للراحة في الليل، وبذلك يتم التوازن والانتظام والتكامل في حياة الإنسان، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، اللهم لك الحمد ولك الشكر. |