السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولادي الأعزاء، لكي تكونوا سعداء بحق، يجب أن تبنوا ولا تهدموا، وتزرعوا ولا تنزعوا، وترفعوا ولا تدفعوا.

المطلوب: تعزيز الثقة في النفس، لأبنائكم وبناتكم وأزواجكم ولبعضكم البعض.

الطريقة:

١- أن تبرزوا الإيجابيات التي فيهم وفيكم ولو كانت صغيرة، وتافهة، مع تعزير مبدأ الاحترام المتبادل.

٢- أن نتكلم عن السلبيات التي تحصل منهم على أساس أنها تجارب ومحاولات لم تكن صائبة، ولكنها ضرورية للاستفادة منها كدرس من دروس الحياة.

٣- أن نعطيهم فرصة للكلام والتعبير عن وجهات نظرهم، ونحترمها مهما كانت بسيطة.

٤- مخافة الله تعالى- فيهم، وعدم التنمر عليهم ولو على سبيل الضحك والفكاهة.

٥- التقليل عن الخوض في توافه الأمور، على أساس أنها شيء مهم في الحياة، كالحديث عن السيارات، أو الفنانين واللاعبين المحترفين، وغيرها.

٦- تذكروا أنكم أنتم القدوات لهم، وكل كلمة وكل تصرف وكل ردة فعل منكم سوف تكون مؤثرة فيهم، إما بتعزيز الثقة في النفس، أو بالتحطيم والكسر وتقطيع عروق قلوبهم من الداخل، حتى لو لم يبدوا عليهم ذلك الآن، ولكن سيظهر في المستقبل، إما شخص قوي متماسك من الداخل، وإما أجوف فارغ لا يصمد أمام زفرات الحياة،

٧- تذكروا دائماً قول الرسول عليه الصلاة والسلام "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، يعني لا تبدي التذمر والتأفف والضجر من التصرفات التي لا تعجب حضرتك، وبالتالي تتسرع في ردة الفعل، بل عود نفسك على السكوت عند الغضب، وأكظم غيظك، واترك الأمور حتى تبرد، ثم عليك أن تعرف كيف تجد الحلول بدلاً من إلقاء اللوم والتجريح وإطلاق العنان لمشاعر الغضب.

ربي يعينكم على تحمل أعباء التربية لأبنائكم وتذكروا، ما تزرعونه اليوم هو ما ستحصدونه غداً، وهو ما سوف تُسألون عنه بين يدي الله عزوجل- حفظكم الله ورعاكم وبارك فيكم ونفع بعلمكم وزادكم علما وحلما.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فأشهد.