جرعة تفاؤل


الأحد 2020-07-19

التفاؤل هو الأمل والفرح والنظرة الإيجابية، هو قدرتنا على تحمّل مصاعب اليوم أملاً منا بيوم أفضل، التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله، التفاؤل يساعدنا بأن نعيش حياة ملؤها المحبة، ويجعلنا نحقق أحلامنا وآمالنا، التفاؤل يجعلنا أن ننظر للحياة بعيون عاشقة وحالمة بأيام قادمة أجمل، فأساس التفاؤل الإيمان بقدر الله، والرضا بقضائه، وعلم المؤمن أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

فلن تستطيع أن تعبر هذه الحياة بدون تفاؤل وأمل، والثقة برب العبادِ والتوكل عليه إيمان وعقيدة، والتشاؤم هو عكس التفاؤل وهو عدو خفي يقتل حلمك، ثم أملك، ثم عملك، ثم حياتك،

فافتح نوافذ التفاؤل وتنفس رحيق الأمل، وانظر للحياة بجانب مشرق وسعيد، وتأكد بأن أسباب السعادة بين يديك فعندما تستشعر نعم الله عليك ستكون سعيدًا، وجوهر السعادة يكمن في العطاء،

فأعطِ محروماً، وأنصر مظلوماً، وأنقذ مكروباً، وأطعم جائعاً، وعد مريضاً، وأعن مكروباً، ستجد السعادة من بيديك ومن خلفك وتذكر أن من نعم الله عليك حاجة الناس إليك.

 

أثر التفاؤل على الفرد والمجتمع:

 إنَّ التفاؤل من خير الصفات والسمات التي يجب أن يتمتع بها كُل فرد في المجتمع، وذلك بغض النظر عن فئته العمرية؛ ويعود السبب في ذلك إلى أثر التفاؤل على الفرد والمجتمع، والذي يُحقق العديد من النتائج الإيجابية ومنها:

ـ النهوض بالنفس الإنسانية نحو التقدم والنجاح، وعلى عكس التشاؤم الذي يجلب الفشل، ويجعل من الإنسان عائقًا سلبيًا لنفسه وللمجتمع بأسره.

ـ التفاؤل هو السلاح المُدمر لليأس، فالأمل يُقرب جميع الأمنيات حتّى لو كانت صعبةَ المنال، فمن الواجب التيقن أنَّ الأمل موجود مهما حدث.

 

فالتفاؤل له فوائد عظيمة ومتعددة:

ـ أنه يورث طمأنينة النفس وراحة القلب.

ـ أنه دليل على التوكل على الله عز وجل.

ـ أنه يعكس آثاراً إيجابية على صحة الإنسان.

ـ أنه لا يبني من المصيبة سجناً، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق.

 

وكما قال الشافعي:

همتي همَّة الملوكِ ونفسي      *   نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة َ كُفْرَا

أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتا   *   وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا

وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري   *   َلِمَاذَا أزورُ زَيْدا وَعَمْرَا

 

وقيل أيضا أن التفاؤل وقت الفشل.. ذكاء

والثقة في النفس وقت اليأس.. قوة

والإصرار برغم المعوقات.. نجاح

 

وقام بالحديث لعيون المدينة الدكتور فراس الحربي مشرف تربوي بإدارة تعليم المدينة عن التفاؤل "دائما التفاؤل والإيجابية تمنح الإنسان حافز ومشاعر إيجابية تُرسخ في عقل الإنسان وفي تفكيره وتمنحه الثقة بنفسه لتخطي المعوقات و الصعوبات، وبينما يكون الإنسان بشكل عكسي متشائم ومتذمر سيحبط ويتوقف مع أول معوق وسيمنعه عن تخطي العقبات والوصول للقمة والنجاح، فلذلك يجب على الجميع أن يحفز نفسه وأن يبحث عن من يطور ذاته من دورات تدريبية وخبرات ومهارات في التواصل وأيضا المشاركة في الأعمال التطوعية بأن يكون الإنسان معطاء للخير ذو خلق حميد مع المجتمع، ويجب أن يكون مبتعد عن الضرر وبذلك يكون الإنسان عضو إيجابي فعال في المجتمع، وبينما ينتظر الشخص زلات الأخرين ويبحث عن أخطائهم هنا يكون عضو سلبي سيء الخلق".

وختم الحربي حديثه قائلا "بأن تعزيز الإيجابية مطلب للتنمية البشرية وتطوير المجتمع للتنمية المجتمعية المثلى للرقي بالمجتمع نحو رؤية 2030 والتي ستحولنا من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج معطاء يساهم في نهضة هذه البلد الغالية".

ومن جهة أخرى ذكر الأستاذ محمد بن حسن حاشدي معلم السلك التعليمي ومدرب معتمد " نحن نعيش وبحمد الله في دولة، هي في مقدمة دول العالم تقدمًا وحضارة وخططا خمسية، وأمنا مكانيًا واقتصاديًا، ومع رؤية 2030  وما تحمله من تباشير خير لشعب يمثل عدد الشباب أقل من 34 سنة نسبة 67٪ من نسبة سكان المملكة العربية السعودية فهناك حراك اقتصادي ووظيفي للشباب بدأ منذ حوالي 4 سنوات وفي نمو ملحوظ، وكل هذه المؤشرات تصب في مصلحة شبابنا وأبناء هذا الوطن المعطاء فهنيئاً لكم شباب المملكه بهذا المستقبل المليئ بالإيجابية والتفاؤل فأنتم من سيضع المملكة في مصافي دول العالم كما هو مخطط له من قادتنا حفظهم الله".

ففي الختام أقول لكم وبكل إخلاص ومحبة:

تفاءلوا... فرغم وجود الشر فهناك خير، ورغم وجود المشاكل هناك حل، ورغم وجود الفشل هناك نجاح، فالتفاؤل سر من أسرار الحياة الجميلة والسعيدة، فلكي نحيا حياة هانئة، ونستمتع بكل ما هو حولنا من مظاهر معيشة مختلفة، يجب علينا أن نستمتع بما حولنا، فالتفاؤل عبارة عن ميل نحو النظر إلى الجانب الأفضل وتوقع أفضل النتائج، فالإسلام حثنا على كل ما هو جميل وجيد، لذا أرادنا الله أن نتفاءل، وأن نرى الجانب الايجابي في كل شيء، لذا عندما يكون المسلم في مصيبة فإنه يعلم أنه سينال الثواب والأجر على صبره، فيكون متفائلا لأن في كلّ محنة منحة.