غير قابل للنفاذ


الأربعاء 2020-04-22

توجد أشياء في هذه الحياة تخالف قاعدة النفاذ وعدم البقاء، فهي لا تنفذ وإن استهلكت من قبل جميع الخلق، وتبقى معنا في جميع خطوات حياتنا وإن لم نكن نستحقها، فهي السبب في استيقاظك وأنت من الممكن أن تكون قد نمت على معصية، وهي السبب أيضًا في فرص حياتنا المستمرة وإن كنا نعتقد أنها النهاية، كفرصة الرجوع إلى الطريق الصحيح أو فقدان عزيز عليك لم تكن أنت كذلك عليه، أو موت قريب لبداية رحله جميلة من الاعتماد على النفس فذلك يسمى رحمة من الله.

المراد بالرحمة لغةً: اسم يدل على الرقة والعطف والرأفة وتطلق على الرزق والغيث، والمقصود برحمة الله عطفة وإحسانه.

رحمة الله ليست كرحمة الخلق، فالله سبحانه وتعالى خلق الرحمة وأودع جزءًا منها للخلق، وأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، فرحمة الله لا تقتصر على اُناس محددين لأنها هي من تجعل من السيء صالح فلولا رحمة الله لم يكن للموتى سلام من العذاب، ولم يكن للجنة سكان، فأعمالهم ليس كفيلة بإدخالهم دار السلام دون رحمة من رب العالمين، لولا رحمة الله لم تكن لكل نهايتنا بداية، فكيف لنا ببداية ولم ينزل على حزننا الشديد رحمة لتخبرنا أن الله قريب، لولا رحمة الله لم يكن للتذمر كفاية فكيف لنا أن نقول له كفى وليس لدينا رحمة من الله لتخفف عنا ضغوطات حياتنا.

من مظاهر رحمة الله للخلق:

- أنزال الرسل والكتب.

- وجود الأحكام الشرعية لتسهل وتوضح أمور حياتنا.

- الرخص في الأحكام الشرعية كقصر الصلاة في السفر، والإفطار في رمضان (عند المرض أو السفر)، والتيمم عند عدم وجود الماء أو عند المرض.

- قبول التوبة من العباد ومغفرة الذنوب.

ماهي موجبات رحمة الله؟

- تقوى الله.

- طاعة الله ورسوله.

- رحمة الإنسان بالناس.

- تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

- قراءة القرآن الكريم وحسن تدبره.

- صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر.

آيات قرآنية:

قال تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [١٠ الكهف].

قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} [٦٥ الكهف].

قال تعالى: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [٨٢ الكهف].

قال تعالى: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} [٩٨ الكهف].

قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ} [٨٤ الأنبياء].

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [١٠٧ الأنبياء].

قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَىٰ إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [٨٦ القصص].

قال تعالى: {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [٣٣ الروم].

قال تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَ} [٣٦ الروم].

قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [٢ فاطر].

قال تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ} [٤٤ يس].