تدريب الأطفال على الصيام في رمضان بين التشجيع والتدرج


الأحد 2025-03-09

مع حلول شهر رمضان المبارك، يتساءل العديد من الآباء عن أفضل الطرق لتدريب أطفالهم على الصيام، بما يتناسب مع قدراتهم الجسدية والنفسية، دون تعريضهم للإجهاد أو الضغط.

التدرج في الصيام وفقًا للعمر
أوضحت المستشارة التربوية والتعليمية وأخصائية مشكلات الطفولة المبكرة، فوزية عقيلي، أنه لا يوجد عمر محدد لبدء الصيام، حيث يعتمد ذلك على قدرة الطفل واستعداده النفسي. وأشارت إلى أن البداية المناسبة تكون من سن السابعة بطريقة تدريجية، بحيث يبدأ الطفل بالصيام لفترات قصيرة، مثل ساعة إلى ساعة ونصف بعد الإفطار، ثم تزداد المدة تدريجيًا خلال الأسابيع التالية. وأكدت أهمية مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وعدم مقارنتهم ببعضهم البعض.

وأضافت عقيلي أن الأطفال بين سن 7 إلى 10 سنوات يمكنهم الصيام لساعات قليلة يوميًا، بينما من 11 إلى 12 سنة يمكنهم الصيام نصف يوم، ومع بلوغ 13 عامًا يصبح الطفل قادرًا على الصيام ليوم كامل، مع ضرورة مراعاة حالته الصحية واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر.

الشروط الواجب توافرها قبل الصيام
أكدت أ.فوزية أن من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الطفل قبل صيامه أن يكون بصحة جيدة، وأن يكون قد بلغ سن التمييز بحيث يفهم معنى الصيام وأهميته، بالإضافة إلى رغبته الشخصية في الصيام، دون إجباره أو تقديم إغراءات قد تدفعه للمجازفة بصحته.

التأثير النفسي للصيام على الأطفال
وأوضحت عقيلي أن الصيام قد يؤثر على نفسية الطفل وسلوكه، فقد يشعر بالتعب أو الانفعال، بينما قد يشعر آخرون بالفخر والإنجاز عند إتمام يوم الصيام. لذا، شددت على أهمية توفير بيئة هادئة ومريحة للأطفال أثناء الصيام، والاهتمام بالاستماع إليهم، وتشجيعهم، وتقديم الدعم النفسي لهم، إلى جانب إشراكهم في أنشطة مفيدة تُبقيهم منشغلين وتخفف عنهم الإحساس بالجوع.

أساليب تربوية لتحفيز الأطفال على الصيام
أشارت أ.فوزية إلى أن من أهم الأساليب التربوية لتشجيع الأطفال على الصيام هو شرح فضائل الصيام بطريقة مبسطة، وإشراكهم في الأنشطة الرمضانية مثل الصلاة وقراءة القرآن والأعمال الخيرية، بالإضافة إلى استخدام القصص المصورة أو الأفلام التعليمية لتعريفهم بفوائد الصيام. كما شددت على أهمية أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفالهم في الصيام والالتزام بالعبادات كما أكدت أن توفير بيئة رمضانية مبهجة في المنزل، مثل المشاركة في تحضير وجبات الإفطار والسحور، يساعد في تحفيز الأطفال على الصيام، ويجعل التجربة أكثر سهولة ومتعة لهم.

دور الهيئة التعليمية في دعم الطلاب الصائمين 

في هذا السياق أكدت أ. فوزية أهمية تفهم الهيئة التعليمية لاحتياجات الطلاب الأطفال الصائمين ودعمهم نفسياً وصحياً لتجاوز الفترة بنجاح وأوضحت أنه من الضروري أن يكون المعلم على دراية بمفهوم الصيام وأهميته للأطفال مما يساعدهم على التعامل مع الطلاب وخاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل فقد يشعر البعض بالتعب والإرهاق خاصة مع تغير أوقات النوم مما يتطلب التحلي بالمرونة وتفهم احتياجاتهم دون الضغط عليهم كما يجب تهيئة البيئة الصفية من خلال تقليل الأنشطة المجهدة واستبدالها بأنشطة ذهنية أو إبداعية توفير بيئة صفية مريحة والسماح بفترات راحة قصيرة عند الحاجة وتجنب تكليف الطفل مجهود إضافي يرهقهم كما أشارت إلى أن التشجيع والتحفيز من أهم العوامل التي تساعد الطلاب على تجاوز الصيام بسهولة مع ضرورة تقدير الجهود دون مقارنة تعزيز روح التعاون داخل الصف تقليل الواجبات المنزلية استغلال رمضان لغرس قيم الصبر والتسامح والعطاء من خلال أنشطة تربوية تعزز الوعي الديني والاجتماعي وحذرت من إهمال الجوانب الصحية للأطفال الصائمين مشددة على أهمية مراقبة أي علامات تدل على الإرهاق أو الجفاف باتخاذ التدابير اللازمة لذلك والتواصل مع أولياء الأمور فوراً وتوعية الطلاب بأهمية تناول وجبة السحور لضمان قدرتهم على الصيام خلال اليوم الدراسي 

التغذية السليمة مفتاح صيام صحي للأطفال في رمضان

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل العديد من الأهالي عن إمكانية صيام الأطفال، خاصة لمن تجاوزوا سن السابعة. وفي هذا السياق، أكدت أخصائية التغذية العلاجية، أمل كنانة، أن صيام الأطفال في فصل الشتاء لا يشكل مخاطر صحية كبيرة، بشرط اتباع نظام غذائي متوازن يساعدهم على تحمل ساعات الصيام دون تأثير سلبي على نشاطهم وصحتهم.وأوضحت الأخصائية أن التركيز على تناول النشويات في وجبات الطفل أمر ضروري لزيادة الطاقة، يليها تناول الدهون الصحية ثم البروتينات المتنوعة مثل اللحوم، الدجاج، السمك، أو البيض، مؤكدةً على ضرورة احتواء جميع الوجبات على هذه العناصر الغذائية الأساسية.

تقسيم الوجبات في رمضان

وشددت كنانة على أهمية تقسيم الوجبات بطريقة منظمة تضمن حصول الطفل على احتياجاته الغذائية دون إرهاق الجهاز الهضمي. واقترحت الجدول التالي:

  • وجبة الإفطارتكون غنية بالنشويات لتعويض الطاقة المفقودة.
  • وجبة خفيفة بعد ساعتينلتعزيز مستويات الطاقة في الجسم.
  • وجبة بعد صلاة التراويحتحتوي على البروتينات والدهون الصحية.
  • وجبة عند منتصف الليل (12 صباحًا)للمساعدة في استقرار مستويات السكر.
  • وجبة السحورمن الضروري أن تحتوي على النشويات للحفاظ على مخزون الطاقة طوال النهار.

وأكدت أن تجنب الحلويات والمشروبات الغازية ضروري، حيث إنها ترفع مستوى السكر في الدم بشكل مؤقت فقط، دون أن تمد الجسم بطاقة مستدامة. كما نصحت بالإكثار من شرب الماء وتناول الخضروات لاحتوائها على الألياف والمعادن الضرورية لصحة العضلات والوقاية من الإمساك.

علامات تستوجب الإفطار

ونبهت الأخصائية إلى ضرورة مراقبة صحة الطفل أثناء الصيام، حيث توجد بعض الأعراض التي تستوجب الإفطار الفوري، مثل:

  • شحوب لون الوجه.
  • انخفاض مستوى النشاط والكسل الملحوظ.
  • الشعور بالدوخة أو الإرهاق الشديد.
  • التغيرات المزاجية كالبكاء أو الانزعاج المستمر.

وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب على الأهل إعطاء الطفل شيئًا خفيفًا يرفع مستوى السكر لحين موعد الإفطار.

أهمية النوم ودوره في تحمل الصيام

إلى جانب التغذية، أكدت كنانة أن النوم يلعب دورًا أساسيًا في قدرة الطفل على الصيام، مشيرة إلى أن قلة ساعات النوم تؤثر على التركيز والنشاط اليومي أكثر من تأثير الغذاء نفسه. لذا، يُفضل أن يحصل الطفل على ساعات نوم كافية أثناء الليل ليستيقظ نشيطًا وقادرًا على تحمل الصيام دون إجهاد.

وأخيرًا، أوصت الأخصائية بعدم إجبار الطفل على الصيام إذا كان يشعر بالتعب، خاصة خلال الدوام المدرسي، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض مخزون السكر إلى ضعف التركيز والتعب العام. ومع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن للأطفال الصيام بطريقة آمنة ودون تأثير سلبي على صحتهم.