|
|||||||
إعداد: أماني العطاس
أسدلت جمعية الثقافة والفنون بالدمام اليوم الاثنين 20 يناير 2025 م الستار على 71 لوحة فنية خطية لـ 35 خطاط وخطاطة في معرض الخط العربي الذي حمل عنوان "نبضُ المداد"، وجاء بتنظيم من جماعة الخط العربي بالقطيف، وبمشاركة مجموعة من الخطاطين والفنانين التشكيلين من مختلف الفئات العمرية وكانت مشاركاتهم في مختلف المدارس الخطية المنوعة والمتعددة بأساليبها. ويعد المعرض فرصة ثمينة يخوض من خلالها مجموعة كبيرة من الخطاطين المشاركين تجربتهم الأولى في إنتاجِ العملِ الخطيّ إلى جانب من لهم خبرات سابقة وتجارب ناضجة في هذا المجال. وعلى الرغم من التباين بين المستويات الفنيّة والتجارب العملية إلا أن رسالة المعرض حملت في طياتها رسائل هامة في تعزيز الثقة لدى الخطاطين ودفعهم للأمام في خوض التجارب الفنية، واكتساب مهارات إنتاج العمل الفني، والعمل على تطويرها وبلورتها، إلى جانب تنمية الأداء والمساهمة بشكل فاعل في اعداد جيل ناشئ على مستوى متمرس يقوم ببناء خبرات فنية مكتسبة وتوظيفها بإخراج فني وبعمر مبكر ليكون على مستوى عالٍ من النضج والنقد. ويهدف المعرض إلى تعزيز الخط العربي كفن إسلامي، ودعم الخطاطين المحليين، وتعزيز القيمة الفنية والثقافية في هذا الفن، مساهمًا في منح الخطاطين فرصة الاستفادة من خبرات الخطاطين المحليين والخليجيين من زوار المعرض. من جهته يشارك الخطاط حسن أمير البشراوي بلوحته الأولى في المعرض بعد تتلمذه لمدة عام كامل على يد الخطاط مصطفى العرب، وكانت لوحته قد استبدل فيها خط النستعليق بخط النسخ، وكان النص هو الحديث النبوي: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، معربًا عن سعادته بالمشاركة الأولى الذي تمنى أن تكون بداية لسلسلة أعمال متميزة مستقبلًا. ومن المملكة المغربية وتحديدًا الدار البيضاء تميزت المشاركة الأولى خارج المغرب لأصغر خطاط بعمر 10 سنوات وهو عبدالصمد سعيد سناح الذي أكد قائلًا: "أن المعرض يشكل مرحلة فنية وإبداعية جميلة في تجربته الخطية المتواضعة"، مقدمًا لوحتين واحدة بالخط المغربي المبسوط وهو الخط المعتمد لكتابة المصاحف بالمملكة المغربية، واللوحة الثانية بالخط المجوهر وهو الخط الخاص بالمراسلات الديوانية ونسخ الكتب العلمية. وأوضح سناح أن فضاء المعرض يتميز بجمالية وتنوع متناغم للوحات الخطوط المشرقية المعروضة لخطاطين محترفين بذلوا مجهودات كبيرة في نشر الثقافة الفنية الخطية، ومدت الخطاطين الناشئين بجرعة تحفيزية وقدمت لهم انطباعًا ساحراً لهذا التلاقح الفني بين المشرق والمغرب. وقالت الخطاطة عفاف عبدالجليل آل عصفور المشاركة للمرة الثالثة: "أن معرض نبضُ المداد تميز بتعدد اللوحات الخطية الأنيقة في معانيه وتشكيلاته الفنية"، مشاركة في ثلاثة أعمال اثنان منها بخط الثلث وهي آية الكرسي الشريفة وسورة الفاتحة المباركة، وعمل واحد بخط الديواني الجلي. من جانب آخر يشارك الخطاط ممدوح عبدالعزيز الجزيّر، وذلك بعد تتلمذه لمدة عامين في عالم الخط العربي وخط النسخ، وقدم الجزيّر خط النسخ بمشاركته الشبيهه بأسلوب الخطاط محمد شوقي -رحمه الله- حيث تم وضع نقاط تشريحية للحروف وهذا ما يستعمله الخطاطين لميزان حروفهم وجعلها أكثر اتزانًا. وقدم الخطاط صادق البيك شكره الجزيل لجمعية الثقافة والفنون بالدمام وجماعة الخط العربي بالقطيف على هذه الفرصة القيمة التي تميزت بالتفاعل مع مجتمع الخط العربي وتبادل الخبرات والأفكار، وقد عرض البيك عملين الأول بخط النسخ سورة الفاتحة بزخرفة الخطاطة عالية أبوشومي، واللوحة الثانية بخط الرقعة والكوفي المربع (الله نور السماوات والأرض). يشار إلى أن المعرض اشتمل على 3 ورش وهي: ورشة الخطاط الناشئ قدمها الخطاط الناشئ حسين جهاد بزرون مستعرضًا بعض معلومات وأدوات الخط العربي وقدم شرح لكتابته وتجربته في الخط أمام الجمهور، وورشة الخط الديواني قدمها الخطاط علي عبدالمحسن الخويلدي الذي شرح عن الخط الديواني ومدارسه والفروقات بين المدارس في الديواني، مستعرضًا أيضًا نماذج من هذه الكتابات وطريقتها، وورشة خط الرقاع قدمها الخطاط حسن أحمد آل رضوان بشرح وافي عن طريقة الكتابة ومن بعدها استعرض تجارب الحضور في الخط من خلال تصحيح ما تم تطبيقه في الورشة. يُذكر أن المعرض ضم أرقام متباينة في محتواه فقد سجل أصغر مشاركة بعمر 10 سنوات للخطاطين حسين بزرون من السعودية، وعبدالصمد سعيد سناح من المغرب، وأكبر مشاركة للخطاط عبدالله حسن آل غانم بعمر 68 سنة بلوحة يزيد عمرها عن 20 عامًا. كما اشتمل المعرض على 10 مدارس وهي: " الحروفيات، المنمنات، مجسمات خطية، الإجازة، الرقعة، النستعليق، الديواني والجلي الديواني، الكوفي، النسخ، الثلث والثلث الجلي. كما سجل المعرض نسبة فئة مشاركة الخطاطين الذكور 63%، ونسبة الاناث 37%. |