العمري: المؤرخون أخطئوا في تحديد "الجديدة" التاريخية وبعضهم ضنها اسم قبيلة


الاثنين 2012-03-19

مؤكدا أن المحمل المصري وثق للوحدة الثقافية بين مصر والحجاز العمري: المؤرخون أخطئوا في تحديد "الجديدة" التاريخية وبعضهم ضنها اسم قبيلة كشف الباحث عدنان عيسى العمري في ورقته المعنونة بـ(الجديدة أشهر محطات الطريق السلطاني) عن عدد من الأخطاء التي وقع فيها جملة من الباحثين في تحديد موقع الجديدة غرب المدينة المنورة، والتي تشمل قريتي "خيف الحزامي"، و"أم ذيان" مشيرا إلى أن البعض يعتبرها اندثرت فيما ذهب أحد الباحثين إلى أنها مسمى "قبيلة" وليست "منطقة"، وأشار الباحث في ورقته التي قدمها في صالون الوادي المبارك إلى أن المحمل المصري قديما وثق الوحدة الثقافية بين مصر والحجاز. وأكد العمري في ورقته التي قدم لها المشرف على صالون الوادي المبارك الدكتور هاني فقيه أن الجديدة تعد واحدة من المحطات الشهيرة فيما كان يسمى قديما بـ"الطريق السلطاني" والتي وقعت فيها أشهر المعارك بين الأمام عبدالله بن سعود –يرحمه الله- وطوسون باشا عام 1226هـ، وقد تميز في موقعها الجغرافي بوفرة المياه، وأشاف أنها تقع في مضيق بين الجبال، فيما تشتهر بواحات النخيل والمياه لذلك كانت القوافل بحسب -عدد من المصادر التاريخية- التي أوردها العمري تقف فيها للاستراحة. وأشار العمري وسط حضور لافت إلى أن أشهر من ذكر منطقة الجديدة هو عبدالقادر الجزيري، وذلك في بداية القرن العاشر، حيث تشير المصادر أنه حج ممتطيا ذلك الطريق لمدة 30 عاما، ووصف في مدونته الثقافية تلك القرية بأنها" "قرية صغيرة بين جبال وعشش وحدائق ونخيل، يطيب عندها النزول والرحيل، ومضى الجزيري بالوصف نقل عن الباحث عدنان العمري:"تلك القرية جبالها شامخة عالية ونخلها وأرطابها متدانية والعين التي يستسقى منه الحاج تسمى أم زيان" وأشار الباحث العمري أن الصواب هو "أم ذيان". وذهب الجزيري كذلك إلى أن في منطقة الجديدة عين ثانية هي أحلى من الأولى تسمى "الحزامى". وكان الباحث عدنان العمري قد شرع ورقته بذكر أوصاف المحمل المصري مشيرا عبر جهاز العرض إلى أنه عبارة عن هيكل خشبي "مخروطي الشكل" وكان يحمل فوق الجمال، ويطلق عليه مصطلح "المحمل الشريف" حيث يشمل مرتبات الصرة، وموظفي قافلة المحمل والأهم من ذلك كسوة الكعبة الشريفة ونفقاتها. ويرى الباحث العمري إلى أن المحمل ليس مجرد شكل هرمي بقدر ما يمثل معنى وقيمة وفائدة في ذلك العصر حيث كان من أسباب رواج التجارة البرية بين مصر والحجاز، حيث كان يصاحبها بعض التجار الذين يبيعون بضائعهم في أسواق الحجاز ويشترون منه أسواقه، فتكونت حينها شركات تجارية بين مصر والحجاز تقوم بنقل الحجاج وتقدم لهم المؤن والطعام طوال رحلة الذهاب مشيرا إلى أنه ساهم كذلك في تعميق الوحدة الثقافة بين الحجاز ومصر من خلال تردد علماء مصر ومشايخ الأزهر على الحرمين الشريفين، وأضاف أن المحمل يمثل مرحلة زمنية لها ظروفها وأسبابها، وانعكست فوائدها على السكان في تلك الحقبة "اتفقنا مع المحمل أم لم نتفق". وعدد الباحث في استعراض تاريخي عدد من القرى التي تمر بها القوافل عبر الطريق السلطان التي من بينها طريق الصفراء وهي قرية"الواسطة" و الحسنية، وأبيار بن حصاني، وأبيار الشيخ، ومستورة وغيرها مشيرا إلى ما ورد عنها في المصادر التاريخية. وكانت الورقة قد شهدت عدد من المداخلات من الحضور بينها مداخلة الباحث عبدالله مصطفى الشنقيطي الذي أشار إلى وجود طريق أخر هو طريق الأنبياء، والذي يمر عبر حزمة من القرى من بينها منطقة الروحاء، فيما تساءلت مداخلة المحامي سعود الحجيلي عن عدم ذكر الباحث لقرية"المسيجد"، وكذلك عدم ذكر سلبيات تلك المرحلة حيث رد عدنان أنه وثق لتلك القرية تحت عنوان"المنصرف"، والتي واحدة من القرى التي تشير المصادر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها.