|
|||||||
اعداد: أ.د. بسمة جستنية
( امحها يا علي) .. قاعدة اجتماعية وسياسية وإدارية وأسرية. في صلح الحديبية والذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله ﷺ وبعد الإتفاق على قواعد الصلح قال ﷺ : هات أكتب بيننا وبينك كتاباً، فدعا الكاتب وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : اكتب بعد اسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو فاعترض سهيل بن عمرو. وقال : والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولكن اكتب محمد بن عبدالله فقال رسول الله لعلي: امحها يا علي واكتب محمد بن عبدالله، فقال علي: والله لا أمحوها أبداً يارسول الله، فقال ﷺ : هاتها يا علي فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله .
( امحها يا علي) : هي استراتيجية النبي ﷺ للحفاظ على مؤسسة الإسلام والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة رضوان الله عليهم استيعابها. ( امحها يا علي ) تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة . ( امحها يا علي ) تحول بالمسار من الجدل الهادر للأوقات الثمينة إلى الانشغال بما ينبني عليه من الأعمال القويمة . ( امحها يا علي ) خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية. ( امحها ياعلي ) خطوة تكتيكية للوراء ﻷجل قفزة استراتيجية مبهرة للأمام . ( امحها يا علي ) فتح بها نبينا ﷺ مكة. ( امحها يا علي ) تتطلب شجاعة المسامحة من جهة وشجاعة الاعتذار من جهة أخرى . ( امحها يا علي ) ما اعذبها من عبارة.
في كل مرة أقرأها، أستنبط منها خلقا كريما ممن بُعث " ليتمم مكارم الأخلاق ". |