|
|||||||
المعرفة تقودنا إلى الإجابة،، تلك بديهة يعرفها الجميع .. ماذا إذًا لو كانت المعرفة ذاتها تحجب عنا الإجابات؟ هل يمكن حصول ذلك أو قبوله؟
حين نقبل الإجابات الجاهزة، ندفع عقولنا إلى الكسل، إلى الأخذ بالأسهل والبعد عن جهد التفكير، لم نعد في كثير من الأحيان نبحث عن الحلول والإجابات بعمق أكبر وحجة ذلك أننا مسيرون في هذه الحياة.
على الجانب الآخر، هناك مَنْ يرى أننا مخيرون، وأن للإنسان إرادة حرة مطلقة، وهذا التخيير يجعلنا قادرون على اكتشاف الإجابات، وهنا يأتي السؤال: هل نحن مسيرون أم مخيرون؟
دعونا نتفق أن الإنسان له الوصفان: (مُخير ومُسير)، فحين خلقنا الله أنعم علينا بالعقل، وجعله إحدى الملاذات لاتخاذ القرار الصحيح، وجعل لنا مشيئة واختيار في التفاعل مع الأحداث من حولنا؛ لنستطع التمييز بين الخير والشر، وبين ما هو نافعٌ أو ضار، وعلى أساسه يحاسَب كلٌ منا على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله الحقيقية (فالاختيار مع وجود العقل، وعدم الإكراه هو مناط التكليف، وإذا فُقد ارتفع التكليف).
وكمثال على ذلك ..
أمر منطقي في حياة كلٌ منا التوقع أو التخطيط للمستقبل، فهو ضمن الاختيار والإرادة ولكن يبقى المستقبل محجوبٌ عنا فهو من علمه الذي استأثر به تبارك وتعالى.
وإن ما أعنيه مفاده الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى على علم العبد بما يقوم به ويكسبه، أو يصدر عن تقدير منه، ولا يعني القضاء والقدر إجبار الله له وقهره على ما قدَّره وقضاه، وإنما تقديم علمه بما جرى ويجري أو سيجري في الكون دون أن يستوجب ذلك الجبر والإلزام.
وقد يستطيع الإنسان بجهده وسعيه أن يعمل باختياره لتتفتح أزاهير الخير والصلاح أمامه، ويبتعد عن نيران الشر والفساد وكل ما يلقي به في الهاوية.
ويبقى في النهاية .. كلٌ منا مُيسر لما خلق له.
|