|
|||||||
بقلم: زهور الرشيدي
ما أن ينتهي شهر رمضان كل عام حتى نبدأ بالحنين إليه وإلى روحانيته ونبدأ باحتساب الأيام والشهور آملين بعودته، فلا عجب وهو خير شهور العام، شهر العتق والمغفرة وليلة القدر التي يفرق فيها كل أمر حكيم، وفي هذا يقول ابن رجب: (قلوب المتقين إلى هذا الشهر تَحِن، ومن ألم فراقه تئن). كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم رمضان فيقول: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ لشهر رمضان بصومه لأكثر شعبان، وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ)، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعد نفسه وأصحابه وأمته جميعًا في كل زمان ومكان لاستقبال سيد الشهور بحثهم على استقباله بكل ما يستحقه من تهيئة النفوس وتصفية القلوب. وفي وقتنا الحالي تتعدد صور استقبال شهر رمضان منها زينة الشوارع والطرقات بالأنوار وتبادل التهاني والزيارات وإعداد موائد الإفطار في الأحياء والجوامع وتوزيع الصدقات وإقامة مجالس الذكر التي تعلي العزيمة للطاعات. تبعث هذه الاستعدادات في النفوس عظمة هذا الشهر وغبطة الناس بقدومه وإجلاله وتعظيمه، وطمعًا في الفوز باغتنام خيرات هذا الشهر الذي يكون فيه لله عتقاء من النار في كل ليلة من لياليه، حتمًا إن هذا الفوز العظيم. إن استحضار فضائل شهر رمضان تدفع المسلم إلى الاستعداد لاغتنام فضائله، كما أن الله تعالى قد فضل شهر رمضان على سائر الشهور فجعل صيامه فريضة وقيام ليله تطوع، وقد امتن الله علينا بجعله من مكفرات الذنوب كما ورد في الحديث (...وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ)، حتى إنه لم يذكر شهر باسمه في القرآن الكريم سواه {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فشعيرة صيام رمضان من شعائر الله التي يجب تعظيمها، حري بنا أمة الإسلام أن نحسن استقبال هذا الشهر الكريم سائلين الله تعالى أن يعيده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة وأن يعيننا على صيامه وقيامه. |