حول الفضول زوار المدينة المنورة إلى اقتفاء أثر السبب في أصل تسمية وادي الجن الذي يسمى حاليا «منتزه البيضاء».
وفي وقت اعتاد سكان المنطقة على التسمية، بعيدا عن الانسياق وراء الشائعات التي تشير إلى ارتباط الاسم بوجود الجن، حول العديد من الزوار المنطقة إلى أرض تجارب على أمل تصديق ما أطلقوه من شائعات، دون أساس مرجعي أو تاريخي.
ويعرض زوار المدينة المنورة أنفسهم للخطر والموت دهسا، أمام تلك التجارب، حيث من الملفت أنهم يضعون علبا فارغة في منخفض، وما إن تتحرك تلك العلب صعودا دون أي تدخل بفعل اهتزازات الرياح أو عوامل أخرى حتى تبدأ الشائعة في التصديق.
وتم رصد عددا من الزوار الوافدين يقومون بوضع تلك العلب، لتبدأ في الصعود، فيما شوهد عدد منهم يضع أجهزة اتصال على الأسفلت، ظنا منهم أن الجن تسحب أبراج الشبكة، ويتم توثيق تلك المشاهد بالصور والفيديو لنقلها إلى ذويهم في بلدانهم.
وأكد مبارك الحربي (قائد حافلة تقل الزوار إلى الوادي)، أن محاولاته الشرح للزوار أنه لا أثر للجن في تلك المنطقة، باءت بالفشل، مشيرا إلى أن ما يحدث هو عبارة عن ظاهرة جيولوجية، إلا أنهم لا يقتنعون بذلك حتى تحول الوادي مزارا ويشكل على الزوار خطورة أثناء مرور السيارات بالمنتزه.
وبالاتصال بالمتحدث الرسمي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة، سلطان المطيري لأخذ تعليقه عن جهود الهيئة في مكافحة تلك الاعتقدات الخاطئة لدى الزوار، إلا أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة.
فيما أوضح الدكتور غازي المطيري أستاذ كرسي الامير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية، أن هذه الظاهرة لا تمت إلى عالم الجن بأية صلة، وإنما هي ظاهرة علمية يرجع في تفسيرها إلى العلماء المتخصصين في علوم الارض والجيولوجيا، ولا يجوز أن تلوث عقول العامة بأساطير وخرافات لا تليق بالإسلام لأنه يتعامل مع الحقائق ويحترم التخصصات، ومن المجازفات والكوارث الفكرية أن تفسر الظواهر الطبيعية بتسلط الجن، وهذا التفسير لم يعد مقبولا في هذا العصر، لا سيما أن الاسلام من خلال مصادره العلمية لا يقبل مثل هذه التفسيرات الخاطئة بجعل تدبير الكون بيد الجن، وإنما التفسير الصحيح أن هذا الكون وما فيه يخضع لقوانين وسنن كونية خلقها الله لتدل على عظمته وجلاله، فهي مما يزيد المسلم إيمانا وتعظيما الله وقدرته، لا تضخيمها وتهويلها ونسبها لقدرات الجن.
ونصح الزوار وعامة المسلمين بالتعرف على حقائق هذا الدين، وأن تكون الزيارة الى المدينة المنورة للتعرف على حقيقة الاسلام من خلال مصادره العلمية الزكية
|