التفكير الموضوعي و عناصره “الإنصاف”


الاثنين 2012-04-09

علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الإيمان ) بحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه , قد يعني هذا تصور أنفسنا في موقف الآخر لنعرف كيف يحب أن ننظر إليه , فالحاجات البشرية تتشابه و تتشابك , لكن الأمزجة و الأفكار تختلف بين أطراف نقيضة و هذه وسيطتها التي لا تستقيم على حال . و إن إدراكنا لهذا يُعدّنا للتعامل مع هذه الأنماط و الأخلاط بما يلزمها , مما يستدعي التمييز الدقيق في خيرها و شرها ,و الاعتراف لأصحابها بما فيهم من خير و جمال , فترسخ فيهم , و تعينهم للمهام العظيمة .و هذا هو الإنصاف ( انسجام مع طبائع البشر و أحوالهم ) .
و إن إطلاق لون واحد يغطي مساحات لوحة بسمائها و زهرها و فضائها يستحيل كما إطلاق وصف واحد على نوع أو فئة من البشر . و حتى القرآن يعلمنا التفصيل في الوصف . و الشارع الحكيم يجزي المحسن و يعاقب المسيء .
و ُغرست الأخلاق في المسلمين مبنية على بعض القيم الجاهلية التي لم ينكرها الإسلام و إن غير الإطار المرجعي لها من ( القبلية ) و بدلها إلى أساس متين ( الوحي ) .و قد أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح أسيرات.من قبيلة طيء. حين تقدمت ابنة حاتم تروي. عنه مبلغ كرمه ، و أثنى على شعر عنترة لما فيه من شجاعة و أعدها أخلاق الإسلام. و من مكاسب الإنصاف قياس الفجوة الحضارية و التقدم بيننا و من نعدهم أعداءنا و التكنولوجيا المتفوقة و اتحادهم في المصائب و المحن . و قد ابتُليت الأمة بداء ( تعميم ) الأوصاف_ مما يستبعد اجتماعه في الفرد _ على دولة ,فأهل ذلك البلد كسالى و واولئك أغبياء و هؤلاء طاهرون و غيرهم فاسقون . فتشيع البغضاء قاطعة حبائل الود بين المسلمين , و يكثر الشك و يسود الأعداء المتربصون .و تصديق ذلك على الأحزاب و المذاهب و التوجهات السياسية و الفكرية . والعلاج التفصيل و المفاضلة ( المقارنة ) كتفصيل القرآن في أهل الكتاب من أصحاب الأمانة و عدمها و أهل الإيمان و أهل التقوى منهم . و مفاضلة النبي صلى الله عليه و سلم بين أصحابه رضوان الله عليهم ،و الله يفصل بين عباده ، فمنهم الجائر الظالم و منهم المقتصد و منهم السابقون إلى الخير .