الأحد 2024-12-15
الآيات 67-70 سورة النمل، اللقاء (17)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70)
يستنكر الكافرون الحياة الآخرة، ويكذبون بيوم القيامة، ويقولون: (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ )، وجهلوا أن الذي خلقهم أول مرة قادر على أن يعيد ذلك الخلق، وإعادة الخلق أهون من إنشائه النشأة الأولى، (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، ويحتجون بأن آباءهم وعدوا بذلك، ولكنهم لم يُبعثوا من بعد موتهم، وأن الكلام بأمر الآخرة هو من القصص الخرافية عن الأمم السابقة، وهذا بطبيعة الحال من عمى بصائرهم، لأن حقيقة البعث للخلائق تكون في يوم القيامة، وليس في الحياة الدنيا، ثم يحذر سبحانه- عباده من سوء عاقبة المعاصي والكفر بآياته ورسله عليهم الصلاة والسلام- لأن مصير المجرمين المفسدين في الأرض هو الهلاك والدمار بالعذاب العاجل في الدنيا.
(وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ)، فما أكثر ما يصيب الناس من مصائب وأمراض وفتن وضيق وهم وغم، بسبب ما كسبت أيديهم، (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، (فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)، أهلكهم الله - بذنوبهم، فلا تأخذكم بهم رأفة في دين الله - ولا تحزنوا، ولا يضيق صدركم بما يمكرون.
أضف تعليقك...