نستقبل جميع أنواع المحتوى الإعلامي (أخبار - مقالات - مواضيع - حوارات - لقاءات) من جميع اقطار العالم على البريد التالي media@oyoungazette.net

ضبط النفس بالنفيس

الآيات (15 - 17) سورة الحشر، اللقاء (13)

تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي


الآيات (15 - 17) سورة الحشر، اللقاء (13)
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
اجتماعي

{‎كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.

‎إيماءً للآيات السابقة التي تحدثت عن حال أهل الكتاب الذين مكروا بالمسلمين ونقضوا عهدهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأمكن الله تعالى منهم وأخرجهم من ديارهم، وعن حال المنافقين الذين وعدوهم بالمناصرة والخروج معهم ثم غدروا بهم عندما اشتد عليهم الحصار، فلم ينصروهم ولم يخرجوا معهم، فمثلهم في ذلك كمثل الشيطان الذي يدفع الإنسان للكفر والفسوق والعصيان، ثم عندما يقع الإنسان في الكفر يتخلى عنه، كحال كفار قريش عندما أغراهم الشيطان بقتال النبي ومن معه من المسلمين في غزوة بدر، وزين لهم كثرتهم أمام القلة من المسلمين وقال لهم لا أحد يستطيع أن يغلبكم لأنكم الأكثر عددًا والأقوى عدةً، وتمثل لهم برجل ووعدهم بأنه سينصرهم ويجيرهم، ثم عندما رأى نصرة الملائكة للمسلمين نكص ورجع مدبرًا وتبرأ منهم، {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، فكل تلك الأحوال من المخادعة والمداهنة والإغراء بالمعاصي وارتكاب الآثام، ثم الغدر والتخلي عن المغرر بهم، لا تعفي الشيطان الغرور ولا تعفي المُغرر بهم، كذلك لا تعفي المغرورين من الناس ولا الذين قد اغتروا بهم، فهم جميعًا في النار خالدين فيها، {وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}، والعياذ بالله.

 

التعليقات


أضف تعليقك هنا