داء السكري المرض الصامت


الاثنين 2018-11-12

وعد السلمي

 

"داء العصر الحديث" مسمى يطلق على مرض السكري الذي اجتاح الكرة الأرضية بأعداد مهولة من المصابين، والذي يعد العامل السابع المسبب للوفاة وذلك وفق ما توقعته منظمة الصحة العالمية، وينتشر داء السكري بشكل أكبر وأسرع في المجتمعات منخفضة الدخل، وتحدث الإصابة بهذا المرض نتيجة انخفاض إنتاج البنكرياس للأنسولين في الجسم والذي بدوره ينظم مستوى السكر في الدم، ويصاب بهذا الداء الكبير والصغير الذكر والأنثى في جميع المجتمعات العالمية والعربية بشكل خاص.

 ومن هذا المنظور تمت استضافة الدكتور/ محمد كمال الدين ريحان إستشاري السكر والغدد الصماء والنائب الأول المختص في الأمراض الباطنية في مستشفى السعودي الألماني بالمدينة المنورة والحاصل على شهادة دكتوراه الأمراض الباطنية من جامعة القاهرة، ليقدم لنا المعلومات الكافية بداء السكري وكيفية الوقاية وطرق العلاج منه.

بداية وحول سؤاله عن أبرز عوامل الإصابة بالسكري أجاب قائلاً:

أن للسكري عوامل مختلفة للإصابة به والتي تعتمد على العامل الوراثي للمريض، لذلك نجد أن في بعض العائلات لديهم نسبة الإصابة كبيرة جداً، بالإضافة إلى السلوكيات الغذائية الخاطئة والتي تحدث نتيجة تناول كميات كبيرة من الدهون والنشويات والسكريات وهي مضرة في حد ذاتها سواءً نتج عنه الإصابة بالمرض أو لم يصاب به، لكن عندما يتوفر العامل الوراثي للإصابة بالسكر يجعل ذلك السكر يظهر بوضوح أكبر، ونجد أن هناك الكثير من الأشخاص رغم وجود العامل الوراثي بمجرد أن يتم إتباع نظام الحمية الغذائي يحصل تحسن في مستوى السكر كما يحصل حماية ضد حدوث المضاعفات على الأمد البعيد والقصير.

ومن محورٍ آخر أفاد بكيفية حدوث هذا المرض حيث أجاب قائلاً:

حدوث مرض السكر يعتمد على وجود الاستعداد الوراثي بجانب سلوكيات غذائية خاطئة أحدهما أو كلاهما، فليس شرطاً أن يكون الغذاء الغير صحي هو المؤدي لظهور السكر، فلابد من وجود عامل وراثي يؤدي إلى ظهور الإصابة بالسكر.

وعند سؤاله عن أنواع داء السكر:

ذكر بأن هناك نوع يعتمد على الأنسولين والذي يكون في صغار السن وهو الذي يحدث نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، أما بالنسبة إلى النوع الآخر فهو الغير معتمد على الأنسولين ويتشكل غالباً لدى كبار السن، والذي يحدث نتيجة وجود مقاومة لإفراز الأنسولين وليس نقص في إفرازه، مما يجعله غير قادر على إدخال الجلوكوز داخل الخلايا، وبالتالي يحصل تراكم للسكر في الدم مما يؤدي إلى حدوث المضاعفات المعروفة.

من جهة أخرى نوه عن كيفية تشخيص المرض حيث قال:

تشخيص المرض يتم عن طريق قياس مستوى السكر في الدم وهو القياس المباشر للصائم وغير الصائم، بالإضافة إلى وسيلة أخرى تشخيصية وهي قياس مستوى السكر التراكمي والذي أصبح أيضاً للتشخيص وليس فقط للمتابعة، فعند زيادة السكر التراكمي عن حد معين نستطيع تشخيص وجود السكر للبدء في التعامل معه.

وحول علاقة زيادة الوزن بالإصابة بداء السكر:

صرح الدكتور محمد ريحان أنه بلا أدنى شك هناك علاقة بين السمنة والإصابة بالمرض، فالسمنة لها علاقة بحدوث الإصابة بالسكري كما لها علاقة بحدوث المضاعفات والعكس صحيح، فعلى سبيل المثال عندما يصاب المريض بالسكر ويستطيع أن ينجح في خفض وزنه سيحصل تحسن كبير جداً وواضح لحالة المريض، فلدي الكثير من المرضى بفضل الله ثم بفضل إرادتهم القوية عندما نجحوا في خفض الوزن والتخلص من السمنة حدث تحسن كبير لا يمكن تصديقه وذلك دون الخضوع إلى الأدوية.

وحول الفئة الأكثر إصابة بالمرض أفاد:

بأنه بحسب خبرته فالفئة الأكثر إصابة بالسكري هم الذكور، ولكن بحسب الإحصائيات التي توضح اختلاف الإصابة من مجتمع لآخر، فلا نستطيع القول بأن المصابين من الذكور أكثر من الإناث.

كما أضاف:

بأن داء السكري هو مرض صامت ليس له أعراض، لكن يوجد هناك أعراض لمضاعفات السكر والتي تشمل مشاكل في الأعصاب الطرفية ومشاكل في الشرايين والأوردة الدموية، بالإضافة إلى مشاكل في شرايين القلب والمخ وشبكية العين، لذلك فإننا نسعى جاهدين لسرعة تشخيص السكر في العائلات المعروف لديهم وجود السكر قبل أن تحدث هذه المضاعفات.

وحول اعتبار مرض السكري من الأمراض الوراثية:

أفاد إلى ما ذكره مسبقاً بأن داء السكري في المقام الأول يعد مرض وراثي.

وحول السؤال الذي وجه إليه حول إصابة الأطفال بالسكري في سن معين أجاب:

بأن الأطفال مع الأسف هم عرضة للإصابة بهذا المرض في أي عمر منذ الولادة وحتى نهاية العمر.

ومن منظورٍ آخر حول كيفية التعايش مع هذا المرض أفاد قائلاً:

بأن التعايش مع السكري يعتمد على أمرين، أولاً: أن يفهم ويعي المريض بالمرض فأهم ما يمكن أن يضبط مستوى السكر للمريض هو المريض نفسه، فلابد أن يكون ملماً بالمرض وبمشاكله والأمور التي تزيد من ارتفاعه أو انخفاضه وما هي المضاعفات وكيف يمكن تجنبها إضافة إلى كيف يستطيع المريض أن يعمل نظام الحمية الغذائي لكي لا تتشكل لديه مضاعفات السكر، فالهدف من علاج السكر ليس خفض السكر في حد ذاته إنما خفض السمر هو وسيلة لتحقيق منع حدوث المضاعفات، لذلك فعندما يعي المريض أن الحمية الغذائية هي أهم عامل في علاج السكر، وعلم بأهم مضاعفات السكر وكيف تتم الحماية من هذه المضاعفات، فأول خطوة نتخذها لإعلام المريض هي كيف يستطيع أن يعمل لنفسه رعاية ذاتية.

ومن جانب طرق العلاج الحديث أجاب ذاكراً:

أن من أهم ما يدركه المريض هو ماهية المشكلة؟ ويدرك أهمية هذه المشكلة، ولابد أن يدرك كيفية عمل انضباط نفسي له، فالعلاج يعتمد أولاً على تعليم المريض كيف يعالج نفسه، بالإضافة إلى استخدام الحمية، وأيضا اللجوء إلى علاجات السكر إما العلاجات القديمة وهي الأقراص أو العلاجات الجديدة ومنها الإبر أو الأنسولين بأنواعه المختلفة.

وحول الأسلوب المتبع لتوعية المرضى المصابين ذكر الدكتور محمد ريحان نقطة مهمة جداً حيث قال:

هناك طرق مختلفة للتوعية إما عن طريق المجتمع أو عبر وسائل الإعلام والتي بدورها تقوم بها الدولة بكفاءة عالية، إضافة إلى الطرق التي عن طريق المستشفيات والتي تكون من خلال مثقف صحي، وأيضاً الطريقة المباشرة التي تكون بين الطبيب ومريضه، كما يكون التثقيف أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وحول مدى الإصابة بأمراض خطرة لمرضى السكري:

نوه بأن السكر الغير منضبط يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة ومن هنا تكمن أهمية الضبط وأهمية المتابعة الطبية حتى نتجنب حدوث مضاعفات، والتي من أخطرها أمراض الشرايين مما يجعلها أقل كفاءة وقدرة على توصيل الدم والأكسجين، كما تحدث مضاعفات في الأطراف والكليتين والمخ والعينين وجميع هذه المضاعفات تحدث بسبب أن الدم غير قادر على الوصول إلى هدفه.

ومن جهة الدور الذي تؤديه الرياضة في تحسين وتقليل الإصابة بالمرض أجاب:

بأنه من المؤكد للرياضة أنها تحسن الدورة الدموية وتحسن قدرة القلب وكفاءته وتحسن مجرى سريات الدم، كما تحسن المزاج بالإضافة إلى أن التعرض لأشعة الشمس يزيد من نسبة فيتامين د والمناعة للإنسان.

وأخيراً من جانب العواقب المترتبة على داء السكري أوضح قائلاً:

أن العواقب هي المضاعفات التي تترتب نتيجة عدم الاهتمام ببط السكر، وكما سبق وذكرنا أن من العواقب هي إصابة بعض الأعضاء بالمضاعفات نتيجة ارتفاع السكر في الدم.

وفي نهاية اللقاء عبر الدكتور محمد ريحان عن شكره لصحيفة عيون المدينة حيث قال:

أشكركم على الاهتمام لطرح هذا الموضوع الذي في غاية الأهمية، ويتضافر هذا المجهود مع الجهود المقدمة على مستوى المجتمع الدولي والمحلي كذلك، والذي يهدف إلى زيادة وعي الناس بمرض السكري ويعد هذا جزء مهم جداً في تقليل المشكلة، فنحن في الشرق الأوسط نعاني جداً من ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري.