|
|||||||
ريهام الزهراني
إبداعٌ يتدفق من أناملهم.. ترسم حياة وتدق باب الذكريات.. بوح مشاعر يُفسر من خلالهم.. قصص تحكى خلف هذه الرسومات.. قد لا تعني لنا شيئًا.. لكنهم ينقشون داخلها آلاف الحكايات.. هل فكرت يومًا ماذا تعني هذه الرسمة أو كيف استطاع رسمها؟ هل خطر ببالك أن تمسك قلمًا ولونًا وتعبر فيها عما يجول داخلك؟ برسمة! بشخبطة؟! بتعرج بسيط؟! هذا ما تحكيه أنامل كل رسّام فنان لتوصل إلينا قصص وتعبر عنها بأشكال وخطوط مرسومه.
صاطي حمود الشراري رسّام سعودي بعمر٢٢ سنة فنان تشكيلي موهوب يرسم جميع المجالات ويقدم دورات مختلفة يساعد بها الشباب الطموح ليجدوا ذاتهم ويضعوا بصمتهم في حياتهم الفنية, يذكر لنا المزيد عن حياته وتجاربه في هذا اللقاء...
- كيف بدأت لديك موهبة الرسم وكيف اكتشفتها ؟! كانت فطرة منذ الصغر واكتشفت موهبتي من عمري تسع سنوات، كنت أتابع فلم كرتون ( دراقن بول ) فأحببت الشخصية وحاولت رسمها أكثر من مرة حتى أتقنتها وفيما بعد جربت رسم الانمي وبعض الشخصيات الكرتونية الأخرى الذي بحكم عمري كنت معجب بهم كثيرًا, فمنذ ذلك الوقت انطلقت بالرسم وتطورت بذلك وبعدها ولله الحمد أصبحت متمكن بشكل كبير.
- من كان أول مشجع لك؟ والديّ ثم المعلمين في المرحلة الابتدائية والتي تعتبر أهم مرحلة للفنان أو أي طفل كان حتى يتعلم ويثبت مهاراته ويرسخها في عقله.
- ما الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك الفنية؟ وكيف تغلبت عليها؟ أهم الصعوبات التي واجهتني هي الإحباطات, وكل فنان أو مغني أو ناجح يمر بها، فالإحباط شي وارد في كل مجال من قبل من حولك, وأهم ميزة للفنان أو الشخص المتمكن أن يتفاداها فبسيط جدًا أن تصنع سلمًا من هؤلاء المحبطين حيث أنك تصعد عليهم لتصل إلى الأعلى لأنهم في يوم من الأيام سيكونون هم نفسهم الذين يوصلونك ويدفعونك للاحترافية. وغالبًا ما نسمع عن الإحباط الذي يصيب الفنان ويدفعه لترك مجال عمله وشغفه فهذا من أكبر الأخطاء الذي يقعوا فيه فمن المفترض أخذ ما يفيدك وتترك الباقي لهم فتأخذ الايجابيات وتقويها واستفيد من السلبيات في تطوير ذاتك ولا تجعلها تؤثر عليك.
- هل قدمت عملك للناس؟! وهل لاقيت الاهتمام فيما قدمته بشكل مناسب؟! طبعًا قدمت عملي . في البداية لم ألقى ذلك القدر من الاهتمام وإلى الآن الاهتمام لازال بنسبة ليست كبيرة جدًا لكن ما يرضيني تمامًا أني أقدم للناس مستوى جميل ومفيد واسمع منهم ردا جميلا، ومرتاح تمامًا عما أقدمه للناس وراضٍ عن ردات فعلهم.
- ما هي انجازاتك وأهم أعمالك؟ أنا لازلت طالب جامعي وأطمح إلى الاحترافية والعالمية . لدي مؤسسة وأقدم دورات عبر المواقع ولدي خطط مستقبلية وأعمال ومعرض شخصي أخطط لعمله وإقامته في أقرب وقت بإذن الله.
- أكثر عمل أو رسمه تعبر عنك كـ صاطي الشراري؟!
هذه, فهي تعتبر أكثر رسمه أحبها الناس مني.
- لماذا تميل إلى رسم الأوجه البورتريه أكثر من أي شي آخر؟ لأن بداياتي كانت به فأميل إلى رسمه وأرى في البورتريه تفاصيل أستطيع تجسيدها بشخصياتها الفعلية, وهذا جميل بالنسبة لي ولكن لدي أكثر من نوع وشكل ارسمه وأتقنه رغم ذلك لازلت أميل إلى رسم البورتريه أكثر.
- من العبارات المتداولة أن الرسام يفهم كل ما تتضمنه اللوحة الفنية هل فعلًا عند رؤيتك رسمه معينة تفهم نفسية صاحبها؟! نعم فالفن يعتبر أكبر مصدر لتوصيل رسالتك للناس ومهم جدًا من المتلقي والفنان أن يفهماها ويفهم ما محتواها خاصة إذا كان الفنان يحمل داخل طيات رسمه فكرة معينة فمن الرائج أن يصلك معنى ما يريد توصيله عبر رسمه ويعتبر الفنان إنسان حساس بطبيعة الحال وأقرب إلى الأشياء والخطوط التي تلامس الآخرين, فتوصيل وفهم الرسالة مهمة لدى كل فنان حقيقي.
- هل توجهت بالرسم في مجالات أخرى؟! وكيف وظفته واستخدمته؟! الرسم يفيدك كبزنس و دوراته ومتطلباته أيضًا لكن أنا أحب أن أوصل رسالتي واضع بصمتي في رسوماتي حتى يصل إلى أكبر عدد من الناس ويفهموا محتواها أكثر من كونه عمل ذو دخل مادي لأنه بالنسبة لي هو هواية وأهداف أكثر من كونه عمل، فأنا أريد صناعة الفن بشكل تاريخي وفيما بعد تأتي الأمور المادية.
- من خلال تجربتك ومهارتك وإبداعك كيف تحفز المبتدئين والذي لديهم شغف الرسم؟! الفنان الحقيقي والراغب لا يحتاج إلى تحفيز فهو يرسم بحب وكيان وبغير غصب وأهم نقطة يتعلمها الفنان الحقيقي الصبر على مستواه والممارسة لكي يتطور مع الأيام وهذا ما سيلاحظه بعد مرور فترة من التدريب، حينها فقط سيعرف أنه كان في الطريق السليم واستمر. وللمبتدئين من المفضل أن يكون لديهم شغف ومتابعة للفنانين بحيث يغذون بصرهم بشكل مستمر بالأعمال الجديدة وهذا ما يزيد لديهم الدافع والحب للفن أكثر وتزيد رغبتهم ولا يلتفتوا للمحبطين أبدًا.
- ما النصيحة التي تقدمها للذي ترك الرسم لظرف أو موقف حصل في حياته كظروف قاسية وما إلى ذلك؟! كل فنان قد يمر بظروف أو نفسية تجبره على ترك فنه، لكن مادام بداخله هذا الشغف و الحب، ومادام الرسم لديه ليس بوظيفة تشغله، فهو لن ينقطع تمامًا, لذلك يجب عليه ممارسته بشكل مستمر أفضل من تركه تمامًا, و جعل معه دائمًا دفتر وقلم رصاص يعبر من خلاله عما يجول داخله. فالرسم كشرب القهوة الذي لا تستطيع تركه بعد التعود عليه والتمسك به، لكن من الأفضل عدم تركه تمامًا على الأقل لو بخط او بشخبطة ومادمت هاوي وراغب بالفن فستعود يومًا ما.
- أخيرًا كلمتك وشكرك لمن توجهها؟! أشكرك لاستضافتك لي ورسالة لكل فنان وفنانة دع المحبطين سلما لك واستفد مما يفيدك واترك الإحباط للناس المحبطة لأن هؤلاء المحبطين هم نفسهم الذين سيقفون ويصفقون لك يومًا ما. تذكر دائمًا الفن حياة شغف وممارسة يومية وليست وظيفة أو تعب يشغلك تمامًا أو يأخذ وقتك, إلى كل فنان أبدأ ومارس وإذا كنت هاوٍ فجرب وجازف.
نعم هكذا يُجسد الفن بخطوط ورسومات تصل إلى قلوب الكثيرين. نشكر الرسام صاطي الشراري الفنان والهاوي الصاعد الذي يعتبر إلهاما لكثير من الشباب المبدع الذي شاركنا حياته وتجربته العملية في الرسم حيث جسد لنا من خلالها أفكارا ومعانٍ عميقة لا نستطيع إيصالها من خلال الكلمات. |