|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
ويوم يعض الظالم على يديه يقول (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) (لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) في ذلك اليوم يعض الظالم على يديه من الندم والحسرة ويأسف أنه لم يتبع ما جاء به الرسول عن الله ويندم اشد الندم بسبب سوء اختياره للاصحاب الذين كان يصاحبهم ويختلط بهم في الدنيا والصاحب هو الذي يصحبك في اي مكان او زمان تجمعكم مصلحة مشتركة والصديق هو الذي تصدق معه وتفتح له قلبك وتعطيه اسرارك الخاصة اما الخليل وهو الاكثر اهمية واشد خطورة من الصاحب او الصديق لان المودة التي بينكم تخللت قلوبكم واختلطت بنفوسكم والمرء بطبعه يتبع خليله فان كان صالحا اصلحه وهداه وان كان فاسقا اضله واغواه قال عليه الصلاة والسلام (الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل) فتبدأ العلاقة بالصحبة ثم الصداقة (والصاحب ساحب) ثم الى الخلة لذا يحذرنا ربنا عز وجل من رفقاء السوء (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) فقد يتخذ الانسان خليله من شياطين الانس وهو يحسب انه ينصح له ويحرص على مصلحته في حين انه يعمل بما يوحي به اليه الشيطان من الجن (شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا) فليحذر المؤمن الاخلاء من شياطين الانس كما يحذر القرناء من شياطين الجن ويستعيذ بالله (من الوسواس الخناس من الجنة والناس) (الا المتقين) لان محبتهم تدوم وتتصل وتنفعهم عند ربهم (هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون) وازواجهم تحتمل وجهان احدهما اشكالهم في الاحسان وامثالهم في الايمان كقوله تعالى (واخر من شكله ازواج) وثانيهما زوج المرأة وزوجة الرجل لقوله تعالى (الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم) والارائك جمع اريكة وهي ما يجلس عليه الانسان من سرير ونحوه للراحة والمتعة! |