‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (204 - 209 ) سورة الشعراء، اللقاء (25)


الخميس 2025-02-06

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

أَفَبِعَذَابِنَا يَستَعجِلُونَ (204) أَفَرَءَيتَ إِن مَّتَّعنَهُم سِنِينَ (205) ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ (206) مَآ أَغنَى عَنهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ (207) وَمَآ أَهلَكنَا مِن قَريَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكرَى وَمَا كُنَّا ظَلِمِينَ (209) 

(أَفَبِعَذَابِنَا يَستَعجِلُونَسؤال استنكاري، تعجبي، تهكمي بعقول المجرمين المكذبين لآيات - الله عز وجل- الذين يستعجلون العذاب، بقولهم: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)، (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، ومثل ذلك ما تراه وتسمعه اليوم، من كلام بعض العصاة، فإذا قلت له احذر من غضب الله- قال بلسان حاله أو مقاله، ما يفيد أنه غير مكترث بالعذاب، والعياذ بالله- فهؤلاء وإن أمهلهم الله- ومتعهم العديد من السنين، فلا بد أن يأتيهم، (مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ)، عندها لا ينفعهم ما كانوا يتمتعون به من أموال جمعوها من الحرام، وأشياء اغتصبوها، و ممتلكات استحوذوا عليها ظلماً وعدواناً، و مناصب تولوها بغير حق، وقوانين استحدثوها بطغيانهم، ثم إنه من رحمته سبحانه - بعباده لا يهلكهم بكفرهم وتكذيبهم حتى ينذرهم، فالرسل عليهم الصلاة والسلام- منذرون، والقرآن منذر، والأمراض والمصائب والديون والموت والهم والغم، وغيرها مما يصيبهم في حياتهم، كلها أمور منذرة من عذاب الله - (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)، ومن عدله تعالى - أنه يذكرهم بوعيده، وينذرهم من عذابه، (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)!