‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (196-197) سورة الشعراء، اللقاء (22)


الاثنين 2025-02-03

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

وَإِنَّهُۥ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ (196) أَوَ لَم يَكُن لَّهُم ءَايَةً أَن يَعلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسرَٰٓءِيلَ (197)

لازالت الآيات تحدثنا عن المعجزة الخالدة، القرآن الكريم، وأن إرسال رسولنا- خاتم الأنبياء والمرسلين، بهذا الكتاب المبين، قد أنبأ الله تعالى - به الأمم السابقة في كتبهم، (وَإِنَّهُۥ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَو الزبر : جمع زَبُور، وهو الكتاب المقصور على الحكم والمواعظ، والمقصود به الكتب السماوية السابقة، وهذا الرسول الذي جاء بهذا القرآن، والتنويه به موجود في كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم، الذين بشروا به من قديم الدهر، (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيل)، كما أخذ الله عليهم الميثاق بأن يؤمنوا به، كقوله : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يابني إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوراة وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ)، وكونه مذكورا في الكتب السابقة، وكذلك، (يَعلَمَهُۥ عُلَمَؤُاْ بَنِيٓ إِسرَءِيلَ)، وقد كانوا ينتظرون بعثته - بل كانوا يتوعدون به أهل يثرب - المدينة المنورة - الأوس والخزرج، ظناً بأنه سيكون من اليهود، فمن علمائهم من أسلم، مثل عبد الله بن سلام وغيره، ومنهم من لم يسلم كفراً وعناداً، (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، وفي كل ذلك آية من آيات الله - الدالة على صدق رسالة رسولنا عليه الصلاة والسلام- وما جاء به من عند الله عز وجل- من الآيات والذكر الحكيم، لعموم الناس، على مر الأزمان، وفي كل مكان، (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)!