|
|||||||
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. محور تأمّلنا: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ}. من صور الفساد في الأرض التي مارستها الأمم السابقة، فأهلكتهم: ما كان عليه قوم شعيب عليه الصلاة والسلام- من إخسار الكيل، وعدم الوزن بالقسطاس المستقيم، وبخس الناس أشياءهم، وذلك من الظلم المحرم، فالكيل على ثلاثة أضرب واف وطفيف وزائد، فأمر بالواجب الذي هو الإيفاء بقوله: {أَوْفُوا الْكَيْلَ}، ونهى عن المحرم الذي هو التطفيف بقوله: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ}، ولم يذكر الزائد لأنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعله فلا إثم عليه، {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال عليه الصلاة والسلام: (يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ! خَمسُ خِصالٍ إذا ابْتُلِيتُم بِهنَّ، وأَعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهرِ الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنُوا بِها؛ إلا فَشا فِيهمُ الطاعونُ والأَوجاعُ التِي لم تكنْ مَضتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوا، ولم ينقُصُوا المِكيالَ والمِيزانَ إلا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنةِ وجَورِ السُّلطانِ، ولم يَمنعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السَّماءِ، ولولا البهائِمُ لم يُمطَرُوا، ولا نَقَضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ عليهِم عدُوًا من غيرهِم، فأَخَذُوا بعضَ ما في أيدِيهِم، وما لم تَحكُم أئِمَّتُهم بِكتابِ اللهِ، ويَتَخَيَّرُوا فِيما أنْزلَ اللهُ؛ إلا جَعلَ اللهُ بأسَهُم بينَهُمْ)، نسأل الله تعالى العافية والسلامة. |