الآيات (160-175) سورة الشعراء، اللقاء (18)


الثلاثاء 2025-01-28

تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

محور تأمّلنا: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}.

لقد خلق الله تعالى بني آدم -عليه الصلاة والسلام- لعبادته، واستخلفهم لعمارة الأرض بالأعمال الصالحة التي يحبها، وتقربهم إليه، وأمرهم ألا يفسدوا فيها، {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}، بعمل المعاصي، {بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}، بالطاعات، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}، كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا والآخرة، فإذا ما انتشر الفساد في قوم، جاءهم أمر الله بالهلاك لتنظيف الأرض من فسادهم، وقوم لوط استمرأوا عمل فاحشة قبيحة، {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ}، ودعاهم -عليه الصلاة السلام- للتطهر منها فلم يستجيبوا له، وأصروا على ما فعلوا، وهددوه بأن يخرجوه من قريتهم، فنزل عليهم العذاب وأهلكهم بذنبهم.