|
|||||||
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. ثم تنتقل بنا الآيات إلى الدار الآخرة، دار القرار، حيث يُجمع الأولون والآخرون من كل الأمم، فإذا هم فريقان، فريق المتقين الذين تُزلف وتقترب منهم الجنة، وفريق الغاوين، حيث تبرز وتتغيظ وتزفر لهم الجحيم، ويُقال لهم على سبيل التوبيخ أين الذين كنتم تعظمونهم وتحبونهم وتخافونهم وترجونهم وتفضلونهم وتعبدونهم من دون الله عز وجل، من أصنام وأوثان وآباء وأبناء وإخوة وأزواج وعشيرة وأموال تجمعونها، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها، وكبراء ورؤساء ومناصب ومناقب وغيرها من زخارف الحياة الدنيا، هل هم اليوم ينصرونكم فيدفعون عنكم العذاب، أو ينتصرون لأنفسهم ويخلصونها من العقاب، {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}، فالغاوون والمغوون وأهل الغواية: جنود إبليس، جميعهم في الجحيم مكبكبون، أي منكبون على وجوههم، يتلاومون ويتحسرون أنهم كانوا يساوونهم بربّ العالمين، فلا شفيع يشفع لهم، ولا صَديق مقرب ينفعهم، وليس لهم عودة للدنيا، ليؤمنوا ويعملوا الصالحات. |