الآيات (49-51) سورة الشعراء، اللقاء (09)


الثلاثاء 2025-01-14

تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}.

لقد تأكد لفرعون وقومه صدق موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- بعدما رأوا الآيات، ورأوا السحرة المهرة يؤكدون لهم أن ما جاء به موسى ليس بسحر ولا هو من صنع الجن أو البشر، ثم لم يتمالكوا أجسادهم التي أُلقيت على الأرض، ساجدين لله ربّ العالمين، {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ}، غير آبهين بفرعون وجبروته، الذي قام يجعجع، ويتهمهم بأنهم قد تآمروا مع موسى، وبأنه كبيرهم الذي علمهم السحر، وأخذ يهددهم ويتوعدهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم وبصلبهم في جذوع النخل، {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ}، وهنا تجلت معجزة الإيمان بالله عز وجل، الذي إذا وقر في القلب، تلاشت معه كل الصعاب، وهانت على النفس الدنيا بما فيها، {قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ}، أي ما دام أننا قادمون إلى ربّنا، فلا شيء يخيفنا، ولا أحد يمنعنا من الإيمان به، أو يحول بيننا وبين التقرب إليه، والتودد له، {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}.